الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تظلمني وتفرق بيني وبين إخوتي.. فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أي شيء يشهد الله على ما أقول.

اسمي محمد، ومتزوج منذ 7 سنوات، ولدي ولد وبنت، الموضوع أن أمي تظلمني ظلما قاسيا لدرجة أني أحاول أن أبرها على قدر المستطاع، لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لكني لم أعد أحتمل! فهي تعيش معي في نفس الشقة معي وزوجتي وأولادي بعد وفاة والدي منذ 3 سنوات، رغم أن البيت به شقتان جاهزتان للمعيش، ولكنها فضلت أن تعيش معي في الشقة أمام عيني حتى أرعاها أنا وزوجتي على أكمل وجه.

تكرهني أنا وزوجتي وتفضل إخوتي علينا، وإخوتي يسكنون بعيدا عنها، وعددهم 3 ذكور متزوجون، دائما تجعل بيننا فتنة حتى نكره بعضنا، وبالفعل كرهنا بعضنا جميعا، تأخذ كلاما مني عن ظهر قلب وتبلغهم، وتأخذ كلاما منهم وتبلغني، وإن قلت لها هذا لا يليق بديننا تنهرني وتدعو علي، وتحب إخوتي لأنهم لا ينصحونها ويؤيدونها على أنها على صواب!

أنا أحبها وأخاف عليها من عذاب الله، وفي كل مرة أنصحها تقول لي أنت الوحيد الذي يعارضني وليس هناك من يعارضني غيرك، أكيد أنك أنت المخطئ، المهم أن كل إخوتي قاطعوني تماما، وأنا مظلوم أنا وزوجتي، فأنا من أرعاها بشكل كامل، وهي في بيتي ومتكفل بها، رغم أن إخوتي حالتهم المادية أعلى بكثير مني، ورفضوا أن تعيش معهم بطريقة غير مباشر، ومع ذلك فأنا من يرعاها، وزوجتي من قبلي تعاملها أفضل معاملة، ومع ذلك تفضل إخوتي علي، وتأخذ من مالي ومما تبقى في بيتي وتذهب لتعطي إخوتي منه وهم لا يحتاجون.

أريدها أن تساعدني في أن أبرها، وفي نهاية الأمر قلت لها: (إذا استمريتي على ما تفعلينه هذا سوف يحاسبك الله وسوف تتركين الكره بيننا حتى قيام الساعة)، فانهارت على وقالت لي قلبي وربي غاضب عليك!

دلوني بالله عليكم، ماذا أفعل معها ومع إخوتي الذين يحلو لهم ما يحدث لي كونهم الأفضل بالنسبة لها؟

لقد أصبح بيننا نحن الأخوة بغض من الداخل وليس من الخارج، بمعنى إذا تقابلوا يضحكون في وجه بعضهما، وكل هذا بسبب أمي! والله لا أنكر فضلها علينا، لأن فضلها عظيم فالأم هي الأم، ولكن هذه قصتي والله المعين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعد قراءة ما كتبت -أخي الكريم- لا نملك إلاّ أن ندعو بأن يكون الله في عونك، ويجزيك خيرا على برك بالوالدة، ومما يمكن أن ننصحك به:

بداية عليك بالاستمرار بما أنت عليه من البر للوالدة، فهذا عمل له أجر كبير عند الله، وسترى خيره عليك في الدنيا والآخرة.

ما تفعله أمك مما ذكرت هذا سببه الجهل بدين الله، فإن كان من أخوالك وخالاتك يمكن أن يقدموا لها نصحا، فهذا أمر حسن، وأما أنت فقد بلغت ما عليك ونصحت لأمك، ولا داعي لتكرار نصيحة قد قيلت لها من قبل، وليكن نصحك على سبيل الشفقة وبرفق ولين، ولا داعي لعبارة سيحاسبك ربنا، لأن هذه العبارة مع أنها صحيحة لكنها قد تجعل الأم تنفر من أي نصيحة أخرى.

لجعل الأم تصلح من شأنها عليك بالدعاء لها بظهر الغيب، فأكثر من الدعاء لها وخاصة في ساعات الإجابة، وأحسن الظن بالله، وسترى خيرا -بإذن الله-.

ولفتح قلب الأم نحوك اجتهد أن تتكلم معها دائما بلغة الحب، اجتهد أن تكون بجوارها، اهدي لها هدية بين فترة وأخرى، اخرج نزهة معها، ولو بدون الزوجة، اجلس معها واسألها عن أيام شبابها، كل فترة وأخرى اطلب منها المسامحة وإن لم تقصر، حاول أن تبتكر ابتكارات في البر لها لم تكن معروفة من قبل، قبل رأسها كلما دخلت أو خرجت، إن كان لك أبناء يمكن أن يعقلوا يهدون لها هدايا، ويجلسون بجوارها ويمزحوا معها.

حاول أن تنسى ما تفعله أمك ما بينك وبين إخوتك، وسامحها وسامح إخوانك، وتجاهل كل ما يجري، وكأن شيئا لم يكن، ومع مرور الوقت وحسن خلقك معهم، سيتغير الحال إلى الأحسن -بإذن الله-.

وأخيرا أوصيك أن تكون متحليا بالصبر، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وتصدق وأحسن إلى الآخرين، وستكون حياتك إلى خير.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا نجمة مجهولة

    أمى تفعل مثلها بل و أكثر منها و فعلا سودت قلوب أخوتى و أخواتى على و أنا صرت وحيدة و منبوذة بسب ظلمها حسبي الله و نعم الوكيل

  • مصر اية من الرحمن

    حاول ان تقلل الدخول معها فى تفاصيل وتجاهل وتفاغل عن مواقف التى تثير المشاكل ..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً