الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفاعلت من الوساوس التي أصابتني وأريد التخلص منها، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة بسيطة أصابتني حالة غريبة من الوساوس، وللأسف تفاعلت معها لا إراديا، ألخصها في التالي:
- تفكير في أمور غريبة محزنة ومخيفة، وبدأت أفكر في أمور سيئة شاهدتها في الماضي وبدأت أتفاعل معها، وتطور بي الحال إلى التفكير في حياتي وأهلي، ومقارنتها بهذه الأمور، وأصبحت في دوامة لا أستطيع الخروج منها، علما برفضي القاطع لهذه الأفكار، ولكنني لم أستطع الخروج من هذه الوساوس، وكنت أفعل بعض الطقوس: مثلا أستغفر وأدعو الله بطريقة معينة، وأقول خلاص هذا شفاء لهذه الوساوس، وأشعر بالراحة، ثم ما ألبث حتى أجد نفسي أفكر من جديد).

استمرت معي تقريبا أربعة أشهر حتى وصلت لقرار وقلت: (أنا موسوس)، وهذه الأفكار ليست حقيقية فلماذا أفكر فيها، شعرت بتحسن وكنت أنتقد طريقة التفكير والطقوس، وأحسست أنني خرجت من هذه الأزمة، ولكن الآن كلما أتذكر كل ما مر معي في هذه الأزمة أشعر بخوف، وأصبحت أوسوس في كل شيء حتى تصرفاتي الطبيعية أفكر فيها وأقول لا أنا موسوس، أو لما أحاول أتذكر شيء جميل ينتابني إحساس أنه أنت ما زلت موسوس ليش تفكر في الأشياء الجميلة أكيد لا زلت مريضا، وهكذا أخشى من ذهاب عقلي، والله صرت أوسوس بأشياء جديدة طبيعية في حياتي.

ذهبت لطبيب نفسي وأعطاني (بروزاك 20m)، وقال: لازم علاج سلوكي معرفي، ولكنني متردد من العلاج السلوكي، أخاف أن يفتح لي أبوابا جديدة تدهورني، أحاول التجاهل، ولكنني أشعر أني تأثرت كثيرا، علما أنني أشعر بتحسن -ولله الحمد- عكس الماضي، كنت في دوامة خوف لا يعلم بها إلا الله، حتى في نومي وأحلامي.

أرجو مساعدتي وتشخيص حالتي، وأعتذر جداعلى الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالتك -أخي الكريم- هي اضطراب الوسواس القهري الاضطراري، وهو يأتي في مثل هذه الأفكار التي تتكرر، وتكون متعبة للشخص، فيحاول أن يتجاهلها، ويحاول أن يقاومها، ولكنه لا يستطيع.

فتشخيصك هو اضطراب وسواس قهري اضطراري، والبروزاك -أخي الكريم- من الأدوية الفعّالة لعلاج هذه الحالة، فهو يناسب حالتك، أيضًا مع العلاج السلوكي، وقد ثبت من خلال التجارب أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي يعطي نتائج أفضل في حالة الوسواس القهري، بل إن بعض الأطباء يرون أن العلاج السلوكي أفضل من العلاج الدوائي في علاج الوسواس القهري الاضطراري، ولكن المهم الجمع بين الاثنين هو أفضل من العلاج الدوائي وحده -أخي الكريم-.

فإذًا عليك بالاستماع إلى نصيحة طبيبك، فهو أعطاك العلاج المناسب، ونصحك بالعلاج السلوكي المعرفي، وهذا ما يُناسب حالتك مناسبة تامَّة.

وفقك الله وسدد خطاك.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً