الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من حالة التغرب عن الذات، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم
شكرًا لكم دائمًا على حرصكم على الاستجابة لوجه الله، الكثير من المشاكل حلت -بفضل الله- ثم بفضلكم.

في البداية: في عمر المراهقة أصبت بحالة التغرب عن الذات والواقع، كنت فاقدة الإحساس بنفسي وبأهلي وكأني لا أعرفهم، ولكن بعد فترة ليست بالطويلة تخلصت منه، وبقي شعور قليل فقط عندما أرى أهلي أحيانًا، وتأتيني فكرة أنهم ليسو أهلي، شعور مزعج لكنه كان بسيطا.

بعد التخرج بثلاث سنوات، وهذا الوقت الآن عاد لي الشعور بسبب حلم كنت أخاف منه، تفسيره أنني سأموت، فكنت في حالة قلق ربما، وبعدها توفت جدتي، ومنذ 7 أشهر إلى الآن عادت لي الحالة بتغرب الذات، وأحس أنني لست أنا، وفاقدة نفسي، وأستغرب من نفسي أمام المرآة، وعند رؤية أهلي.

راجعت عيادات وأخصائيين وكلهم يقولون لي: حالتك بسيطة مجرد قلق، وشخصيتك قلقة جدًا، سببت لك هذا الشعور، وعلاجك سلوكي، وفي بدايته كان شديد جدًا، والآن أصبح أخف حدّة، ولكن ما زال الشعور موجودا، ويسبب لي التوتر، وأخاف أن يسبب انفصاما أو مرضا عقليا.

مع العلم أنني الآن موظفة، وأعمل بشكل كامل دون أن يظهر علي شعور أمام الآخرين، ولكن أشعر بصراع داخلي مزعج، وأفكار مستمرة، وخوف من استمرار هذا الشعور.

طمئنوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في فترة المراهقة يمر معظم الناس بصراع نفسي وصراع هوية ذاتية، من أنا، وماذا أعمل، وما هو مستقبلي؟ كل هذه الصراعات النفسية تبدأ في سن المراهقة، ومعظم الناس يتخطون هذه المرحلة بسلام، ولكن بعض الناس يكون هذا الصراع قويا، وقد يمتد لفترة من الوقت، وهذا ما حصل معك -يا أختي الكريمة-، وهو نوع من القلق في الداخل -كما ذكر لك الآخرون-، هو نوع من القلق والخوف وعدم الإجابة على الأسئلة التي تكثر في هذه المرحلة -كما ذكرت لك-.

وتسيطرين عليه أحياناً، ولكن تأتي أحداث فيرجع مرة أخرى، وهذا ما حصل مع الوفاة التي حصلت عندك، على أي حال بالرغم من هذا استطعت أن تواصلي حياتك، وتعملين الآن وهذا جانب مهم، فالاضطرابات النفسية لا تسبب ضيقاً فقط، ولكن تؤثر على وظائف الناس، وتؤثر على أدائهم الوظيفي، وتؤثر على علاقاتهم مع الآخرين، ولكن في حالتك المعاناة ظلت في داخلك فقط، -وكما ذكرت- حتى الآخرين لا يحسون بها، وهذه محمدة.

نعم أنت تعاني ولكنك تستطيعين أن تسيطري على هذا الصراع ولا يخرج خارج نفسك أو من داخلك، أنا أرى إن استطعت أن تتعاوني مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية فسوف يساعدك هذا كثيراً في إخراج هذه الأشياء من داخلك والتخلص منها، لا أرى أنك تحتاجين إلى أي أدوية ولكن أرى أنك تستحقين المساعدة، والمساعدة في شكل جلسات نفسية مع معالج نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً