الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد عقد القران... أصبحت أشعر بالنفور منه فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكركم على هذا الموقع الجميل. أنتم كالصديق والمستشار النفسي لي، وجدت هنا راحتي ومتنفسي من مشاكلي.

أنا طالبة جامعية في سنتي الرابعة، أدرس الصيدلة، تقدم لي شاب من نفس تخصصي، تعرفنا على بعض تقليديا، ودامت خطوبتنا مدة لا تتجاوز الشهرين، أحسست خلالها بالسعادة والحنان والحب منه، رغم أنه لا يطابق الكثير من الصفات التي كنت أحلم بها، لكنني تغاضيت عنها في سبيل الأهم، كالطول مثلا، والاختصاص العالي، ومكان الدراسة، حيث أنه درس في بلد أجنبي، وأنا كنت أرفض ذلك بسبب ما كنت أسمعه من طيش الشباب هناك، ولكنني اقتنعت حينما سألنا عنه كثيرا، وتبين أن لا غبار عليه.

عقد قراننا فيما بعد، وكنت سعيدة جدا، وقد صليت الاستخارة مرارا وتكرارا، لكن بعد عقد القران بدأت أقارن.

أشعر وكأنني سجنت ومنعت من إكمال دراستي في الخارج، رغم أنها لم تكن إحدى خططي، وأعلم أننا لن نتمكن من الخروج؛ لأنه قد تعب من الدراسة ولا يرغب بالسفر.

أحسست بالاختناق، وبدأت أراه أقل شأنا وذكاء، وأخاف كل يوم أن تحدث كارثة في بلدي ويبقى بلا عمل، وشعرت بضياع فرصة الدراسة.

بدأت أرى الآخرين أجمل منه! وقد رأيت في هاتفه قبل سنة أو أكثر تقريبا محادثته مع فتاة أجنبية، وقد بعثت له صورا سيئة، وانتهت المحادثة بعدها منذ فترة طويلة، ولم أستطع الترجمة، ولكنه قد أنهى دراسته آنذاك، فلا أعتقد أنه عرفها على الواقع.

سألته مرارا هل أحببت قبلي، ويجيب لا.. لا أعرف، ما الحل؟ أسمع القرآن كل يوم، لكن علامات النفور بدأت بالظهور علي وهو معي، وبدأ يشعر بالملل مني، أفكر بتركه أحيانا، ولكن مشاعر الحب قد أحسستها معه قبل هذه الأفكار، وليس بالسهل تركه بعد عقد القرآن، خاصة أنه ليس لدي سبب مقنع.

ماذا أفعل أنا في حيرة من أمري؟! أنا أقدره وأقدر محاولاته في إسعادي، لكنني كنت وسأظل مترددة، هذه شخصيتي.

أريد أن أرتاح، تعبت! قد تعبت وأتعبته معي! أفكر 24 ساعة، أنا أضيع أجمل سنين عمري!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك – أختي الكريمة – في موقعك، وأهنئك على جميل كلامك الدال على سعة عقلك وجمال خلقك ودينك.

تعلمين – حفظك الله وعافاك – أن الكمال لله تعالى، والكمال البشري في الإنسان عزيز نادر، فما قد تنزعجي من صفات زوجك يجب أن تعرضيه على الشرع، فما دام الزوج متحلياً بحسن الدين والخلق والأمانة، وقد اطمأنت إليه نفسك، وتعرفتِ على صفاته من قريب، وقد تم العقد والحمد لله فالأصل في عدم التردد في شأنه والحذر من الوسواس والأوهام، وطلب الكمال والمبالغة أو الالتفات إلى الماضي، على أنه لم يثبت عليه ما يشين دينه وخلقه وعفته، كما أنه على مستوى دراسي وعلمي متميز (الصيدلة).

واعلمي – أختي الفاضلة – أن الوساوس كثيراً ما تنتاب الإنسان لاسيما المرأة، هي قد تفسد عليه مصالحه الدينية والدنيوية بغير مبرر شرعي ولا عقلي، وهي تذكر غالباً في المواقف المهمة كما هو حالك.

الدراسة خارج الوطن ليس بالأمر الضروري لاسيما المرأة والمتزوجة بصورة أخص، ولا يخفاك ما قد يتلبس بالدراسة في الخارج من مفاسد دينية وأخلاقية.

وأما بالنسبة لخشيتك من عدم حصول زوجك على عمل، فإنه احتمال فيه نوع من الضعف كونه متخصصاً في الصيدلة، كما وأن مشاركتك له ذات التخصص الدراسي مما يسهم في توفير عمل مناسب لكما -بإذن الله-، وهذا التخصص يثبت توفر مقدار طيب فيه من الذكاء والمكانة الاجتماعية، كما يسهم في توفير القدرة المالية.

أوصيك بالمزيد من الاستخارة والسؤال عنه بعيداً عن وساوس النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان، وأن تحرصي على قراءة القرآن، ولزوم الذكر، والدعاء، والصحبة الصالحة، وعدم التردد في شأنه إلا بدليل صحيح صريح شرعي وواقعي، وقد ذكرت عنه مزايا طيبة في محاولة إسعادك ورضاك قبل العقد.

احذري الاستماع إلى أهل الحسد من الأقارب ونحوهم أو المقارنة الظالمة.

تحلي بحسن الظن بالله تعالى، والثقة بالنفس، وقوة الإرادة، والتفاؤل، والأمل.

واحرصي على تطوير ذاتك، وقدراتك، ومهاراتك العلمية والعملية والنفسية بالقراءة، ومتابعة المحاضرات والبرامج المفيدة.

أسأل الله تعالى أن يفرج همك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويرزقك التوفيق والسداد، والزوج الصالح، والحياة السعيدة، والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً