الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بعد الولادة ببكاء مستمر وعدم الرغبة بأن أكون أماً.. ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم

لقد رزقت بطفل منذ ٣ أشهر بعد ولادة قيصرية، وشعرت بالتعب والخوف وكنت أهتم بطفلي؛ لأنه يتوجب الاهتمام به، ولكن كنت أشعر بأني لا أريد أن أكون أماً، ولا أستطيع أن أكمل هكذا، وعدت وارتحت فترة بسيطة، واعتقدت بأني أستطيع أن أهتم بكل شيء، ولكن منذ ٥ أيام عادت وتطورت حالتي، وأصبت باختناق، ولم أعد أقوى على فعل شيء، بكاء مستمر، وعدم الرغبة أن أكون أماً، وأتمنى أن أموت، وكنت أجاهد نفسي وأهتم به، علماً أني مررت بظروف عائلية، وغياب الأهل، ولا يوجد أي معين، وكل وقتي بمفردي، تكلم زوجي مع الطبيب، وقال يجب البدء بدواء زولفت ٥٠ لمدة ثلاثة أشهر؟ لا أعلم ماذا أفعل؟ هل أعتمد على الدواء؟ هل سأدمنه؟ وهل هناك حلول أخرى؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن غريزة الأمومة شيء فطري تكون عند كل امرأة، وأي امرأة تحلم وتتمنى بأن تكون أمًّا، تتزوج وتُنجب وتلد البنين والبنات، فهذه غريزة فطرية موجودة في كل أنثى، كلُّ أمٍّ تريد وتتمنّى ذلك، وإذا حدث أي شيء يُعكّر هذه الغريزة فمعنى هذا أن هناك اضطرابا ما أو مشكلة ما يجب معالجتها، وفي حالتك غالبًا يكون هذا نوع من الاكتئاب أو عرض من أعراض الاكتئاب، وبالذات أني مررتِ تحت ضغوط نفسيّة ومشاكل عائلية.

الولادة (الوضع) - أختي الكريمة - معروف أنها قد تُسبِّبُ الاكتئاب، هناك اكتئاب يُعرف بـ (اكتئاب ما بعد الولادة) ويُقال أن عشرة بالمائة 10% من النساء يُصبنَ بهذا النوع من الاكتئاب، وبعضهنَّ يحتجنَ لعلاج لهذا الاكتئاب، وهذا ما لاحظه طبيبك - أختي الكريمة - ووصف لك الزولفت - أو السيرترالين - وهو علاج فعّال للاكتئاب، ولا يؤثِّر في الرضاعة - إن كنتِ تُرضعين طفلك - وليس عليه إدمان، هذا هو المهم.

ستستمرين عليه لفترة، قد تكون ستة أشهر، وبعد ذهاب هذه الأعراض وتعودين إلى حالتك الطبيعية يمكن التوقف عنه بالتدرُّج، لكنه لا يُسبِّبُ الإدمان، وأنا أراه من أحسن الحلول - أختي الكريمة - فهو دواء آمن في الرضاعة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً