الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على المريض إخبار الطبيب بالأدوية التي يأخذها

السؤال

السلام عليكم
أوجه الشكر للقائمين على هذا المنبر المحترم.

بداية أنا أعاني من القلق والهلع والوساوس، بدأت معي بضربات قلب سريعة وضيق تنفس، وخوف شديد، ورعب غير مبرر، قمت بجميع الفحوصات ولا يوجد شيء طبي، وكان التشخيص حالة نفسية، ذهبت للعيادة النفسية، وبدأت أتناول باروكستين ٢٠ اكس ار منذ عام تقريبا، بجرعة ٤٠ مجم في اليوم لمدة ٨ شهور تقريبا، بجانب اولابكس واميبريد، شعرت بتحسن جيد، ثم بعد ذلك أبلغني الطبيب المعالج بإيقاف الاولابكس، ثم بعده الاميبريد.

بدأت أشعر بعودة الأعراض مرة أخرى، مع عرض غريب يؤلم نفسي ويقول بداخلي: انتحر، تخلص من هذا العذاب، وعندما يأتيني هذا الهاجس أشعر برعب من أن أموت كافرا، وأن أفعل ذلك بدون أن أشعر، مع العلم أنني أصلى الفرائض والنوافل، وقريب من الله، لا أعلم ماذا أفعل، وما تخبئه الأيام، أتمنى أن يكون هناك حل لعلتي من جانب شخصكم الكريم.

بما يخص الدواء فأنا الآن أتناول ١٠ مجم في اليوم باروكستين فقط تحت إشراف الطبيب، وأتناول دوجماتيل عند الضرورة بدون علم الطبيب، لأنه يهدئني نسبيا مع شدة الأعراض، هوو بيتاكور لتنظيم ضربات القلب عند الضرورة، وأريد أن أتوقف عن الباروكستين لعدم شعوري بالاستفادة منه، ولكن بشكل تدريجي، لعدم ظهور أعراض انسحابية، وأريد الانتقال لدواء آخر يحسن حالتي ويزيل هذه الأعراض -التي بدون مبالغة- دمرتني نفسيا، وأشكركم على سعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والوسواس والرهاب كل هذه الاضطرابات النفسية -وعادة تسمى اضطرابات القلق- علاجها إما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا، والأفضل الاثنين معاً، فالأفضل أن يكون هناك علاج دوائي مع علاج نفسي والنتائج ستكون أفضل.

الشيء الثاني يجب دائماً أن يكون الدواء دواء واحدا يؤخذ بجرعته الكافية، وإذا لم يستفد منه الشخص يغيره، أنا شخصياً لا أحب أن يأخذ الشخص أكثر من دواء، ويجب أن يتم كل هذا تحت إشراف الطبيب يا أخي الكريم، فليس هناك شيء أن تأخذ أدوية من الطبيب وتأخذ أدوية بنفسك، إذا دواء الطبيب لم يفدك يجب أن تخبره بذلك صراحة، فإما أن يغيره أو يزيده، يجب دائماً الطبيب أن يعرف ماذا تتلقى من الأدوية، لأن هذا يؤثر على خطته.

الباروكستين فعال في علاج القلق والتوتر، ولكن يجب الانسحاب منه بالتدريج، 10 مليجرام الآن جرعة صغيرة، يمكن الانسحاب منها بسهولة وليست كالجرعة الكبيرة، وهناك أدوية أخرى كثيرة بديلة للقلق، وطالما هناك أعراض جسدية الدولكستين قد يكون هو العلاج المناسب لك، 30 مليجرام بعد أن توقف الباروكستين، ولكن أهم شيء هو العلاج النفسي، تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، فهذا يسرع بالتعافي، يقلل جرعة الدواء التي تتعاطاها، ويمنع بدرجة كبيرة حدوث انتكاسات بعد التوقف عن الدواء، فيمكن تغيير الباروكستين كما ذكرت للدولكستين مثلاً مع العلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً