الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجد صعوبة في التعامل مع إخوتي، فكيف أتصرف معهم؟

السؤال

السلام عليكم.

بنت، أبلغ من العمر 16 سنة، لدي ٤ أخوات، وأخ أكبر مني، وأخ واحد أصغر مني.
في حياتي الحالية أشعر أن إخوتي لا يحبونني أو أنني مملة، وليس لدي مواضيع أو ربما لأنني صغيرة، فهناك أخت من أخواتي يحب الباقون التحدث معها -ما شاء الله بارك الله- ويخبرونها ماذا فعلوا، وأخي الكبير الوحيد كل إخوتي يحبونه لأنه الأخ الأكبر، وأخي الصغير هو يحب لعب الألعاب، ونفس أختي هي من تلعب معه، أشعر أنه عندما أتكلم معهم لا أحد يعيرني الاهتمام، أو لا يريدون الاستمرار معي ويكون الجو مملا، مع أنني أكثر واحدة أبر أمي.

أنا لست بارة، ولكن أساعدها قدر المستطاع، وغالبا ما تدعي لي من قلبها بكل ما أتمنى من حيث قبول الجامعة، ومن حيث التوفيق، ومن حيث الخير والنجاح، ولكن أشعر أن إخوتي مترابطون فيما بينهم وأنا وحيدة، ولا أحد يهتم بي، أو ربما أعمارهم متقاربة، لا أعرف دائما أفكر أن إخوتي يغضبون أمي وتكون غضبانة عليهم، وقد لا تكون راضية عنهم، ولكن -ما شاء الله بارك الله- حياتهم تسير بشكل جميل وتوفيق في كل شيء، فأمي تدعو لي ولكن لم يتحقق شيء من دعائها، ودائما أبحث ما الذي يجعل دعاء الأم لا يستجاب؟

أنا أجد مشاكل مع علاقاتي، ومشاكل مع إخوتي، ومشاكل في دراستي وشخصيتي، فأنا تعبت فماذا أفعل؟ أرجوكم أريد جوابا أستفيد به وينير دربي غير النصائح بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عابدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي برك بوالدتك، ونبشرك بالتوفيق وصلاح الأحوال، فاستعيني بالكريم المتعال، واسأليه من فضله فهو الذى يحقق الآمال.

لا شك أن الربح الأكبر في مساعدة الوالدة وفي الإحسان لها، فليس بعد عبادة العظيم سبحانه أكبر ولا أعظم من بر الوالدين، وربنا سبحانه جعل رضاه في رضاهما وربط بين توحيده وبين بر الوالدين في مواطن كثيرة من كتابه، وأمر سبحانه بالشكر له ثم بشكر الوالدين، قال تعالى: (إن اشكر لي ولوالديك إلي المصير).

أما بالنسبة للصعوبات التي تواجهك فهي جزء من طبيعة هذه الدنيا التي قال عنها الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأكدر والاغذاء
ومكلف الأيام فوق طباعها متطلب في الماء جذوة نار.

ولا يخفي على أمثالك إن الصعوبات والابتلاءات لا تعني بالضرورة أنها عقوبات فقد تكون منحا وعطايا، بل إن أكثر الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل، فالدنيا كلها لا تسوى عند الله جناح بعوضة، ولو كانت كذلك ما سقى كافر منها جرعة ماء، وربنا الكريم ما رضي الدنيا ثوابا لأوليائه، ولا عقابا لأعدائه، وقد تقبل الدنيا على لكع بن لكع ويجوع فيها الصلحاء، فلا تتأثري بما يحدث، واحرصي على السير في خطوات مدروسة في كل أمر من أمورك، وافعلي الأسباب، ثم توكلي على الكريم الوهاب.

أما بالنسبة لما يحدث من إخوانك فربما كانت له أسباب مختلفة:
1- مثل الفارق العمري.
2- قربك الشديد من الوالدة قد يولد الغيرة.
3- طريقة التفكير والتعاطي مع الأمور والحياة.

ولا شك إن لتحسين العلاقة مع إخوتك في البيت له وسائل وخطوات منها:
1- اللجوء إلى مصرف القلوب؛ فإن قلوب إخوانك وأخواتك وقلوب الناس بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها .
2- الاهتمام بهم وتلبية احتياجاتهم.
3- البحث عن القواسم المشتركة معهم.
4- المشاركة في نفس هواياتهم.
5- الابتسامة في وجوههم وحسن التعامل معهم.

وهذه الأشياء تصلح لإصلاح العلاقة في داخل المنزل، وفي التعامل مع الصديقات، والناس طبعوا على حب من يحسن ويسامح ويشفق ويعاون ويقدر المشاعر والأحاسيس، فكوني صاحبة تلك الصفات، وافعلي الخير رغبة في ثواب رب الأرض والسموات، واسلكي سبيل أهل التقوى، وأكثري من اللجوء إلى الله، وواظبي على الأعمال الصالحة، واجعلي همك إرضاء الله، فإن رضي العظيم أرضى عنك خلقه: قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).

أسال الله أن يوفقك ويسدد خطانا وخطاك، وأن يحفظك ويتولاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً