الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقتي تغيرت من ناحيتي فهل أنسحب من حياتها أم أبقى معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكم على هذا الموقع الرائع وبارك الله فيكم وفي مجهوداتكم.
مشكلتي هي صديقتي، فنحن أصدقاء منذ 3 سنوات، وجمع بيننا حب الله -عز وجل-، وكنا نحاول أن نشق طريقنا معا إلى الاستقامة والالتزام، جمعتنا صداقة رائعة جدا، كنت معها حين تحتاجني، وكذلك هي كانت موجودة دائما، قلبها طيب، وأخلاقها عالية، ولا تعرف الكره ولا الحقد.

قبل أشهر أبدى شابا إعجابه الشديد بي، وكان يعمل في مركز أدرس فيه موادي الجامعية " خصوصي" فقلت لنفسي الأفضل أن أسألها عنه بحكم أنها كانت تدرس هناك قبل مجيئي هل هو شخص محترم وكيف يتعامل مع البنات؟ وذكرت لها اسمه، فقالت إنه كان معجبا بها، وهي لم تكن تعيره أي انتباه، ولا يعجبها، وأيضا هو صديق أخيها، ثم سألتني لِمَ تسألين عنه؟

ارتبكت لأنني لم أكن أتوقع هذا، وكذبت وقلت صديقتي تسأل، ثم اعترفت وقلت لها الحقيقة فلم تهتم كثيرا، سألتني ماذا يفعل؟ قلت لها: المعتاد ينظر فقط، أو ربما هو رآني معك ويريد أن يسأل عنك عن طريقي، وكنت أبرر لها، ولكن لم يكن هذا صحيحا لأنني لم ألتقي بها هناك.

بعدها بقينا على تواصل لفترة قصيرة ثم تغيرت عليّ جدا، ولم تعد تسأل، وعندما أحادثها يكون ردها جاف ومختصر، ابتعدت عنها بخيبة أمل، وبعدها بأيام قليلة وضعت الحالة الشخصية لها "مخطوبة" على الفيس بوك وصور خطبتها، حزنت كثيرا لأنها لم تخبرني، انصدمت منها, ولا أعلم لماذا تصرفت هكذا، ربما تريد إبعادي عن حياتها، أو خائفة على خطيبها مني، وأنا التي أتمنى لها كل الخير لها، ولا أعتقد بأنها تغار مني لأننا نحن كنا متشابهات جدا، وهي وبفضل الله أحوالها أفضل مني خصوصا الأحوال العائلية، فأنا أعيش في حياة متشتتة حيث أبي وأمي منفصلين، وحياتي صعبة وشاقة، الحمد لله على كل حال.

السؤال هنا: ماذا أفعل الآن؟ وهل ما فعلته شيء سيء؟ وهل أنسحب من حياتها؟ ولِمَ برأيكم فعلَتْ هكذا؟ وآسفة على الإطالة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Rose حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يؤلف بين قلبك وقلب صديقتك، والجواب:
لقد أحسنتِ حيث كانت صداقتك مع أختك في الله قائمة على الحب والمودة، وينبغي أن تستمر كذلك إذا عادت لكِ مرةً أخرى، فالأخوة في الله من الطاعات التي يتقرب بها إلى الله.

وأما سؤالك ماذا أفعل الآن؟ بداية يمكن أن تكثري من الدعاء بأن يؤلف الله بين القلوب، ثم حاولي التواصل معها بأي وسيلة، وباركي لها فرحتها في الخطوبة حتى لو علمتِ أنّ الخاطب لها هو نفس الشاب الذي تحدثتِ عنه.

وأما سؤالك هل ما فعلته هي شيء سيء؟ لا.. لم يكن سيئا، بل كان شيئا حسنا، ولكن بعض التفاصيل عن سبب سؤالك عن الشاب قد يكون وقع في نفسها أنك تميلين إليه وهي خافت من ذلك، وهو قد أبدى الإعجاب بها، ولهذا غارت منك فأحبت أن تكوني بعيدة عنه، ولهذا بدأ الجفاء منها، والله أعلم، ولكن حاولي نسيان ما حصل واجتهدي في التواصل معها حفاظا على الصداقة.

وأما سؤالك هل أنسحب من حياتها؟
الجواب: لا، لا تنسحبين من حياتها، بل حافظي على الصداقة معها، والبعد عنها هذا أمر يسير، ويمكن أن يحل الخلاف -بإذن الله تعالى.

وأما سؤالك: ولِمَ برأيكم فعلَت هكذا؟ الجواب: الطبيعة البشرية لا تستمر على الحال، فأحيانا يتغير مزاج الإنسان، ولعلّ صديقتك حدث عندها ردة مما ذكرت عن الشاب، ولكن بعد التواصل معها وعودة العلاقة أرجو أن لا تسألي عن سبب بعدها عنك، بل تجاهلي الأمر وكأن شيئا لم يكن.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً