الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انتشار دغدغة كالنبض في أنحاء من جسمي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، أبلغ من العمر 23 عاما، وأعمل في مجال العملات الرقمية مثل البتكوين، ومنذ سنة قمت بالاستثمار بالبتكوين بمبلغ يقدر ب 4 آلاف دولار عندما كان سعره ب 15 ألف دولار، كما استلفت مبلغ 8 آلاف دولار من صديق لتقاسم الأرباح عند ارتفاع السعر، وكان على عدة فترات بموجب كل هبوط للبتكوين أشتري، ولكن للأسف هبط سعر البتكوين كثيرا، وخسرت أكثر من 80% من أموالي وأموال صديقي، والآن أنا متورط مع صديقي ومتوتر وقلق كثيرا.

وأصبحت أعاني من دغدغة تشبه نبضات القلب، ولكن تحركات قوية في جميع أنحاء جسمي مثل الرقبة والذراعين والقدميين والظهر والصدر، وأيضا المقعدة، وكلما زاد التوتر والتفكير والقلق زادت حدة الأعراض، والآن أصبحت قلقا جدا من أن تكون مشكلة عضوية، وكلما قمت بالتفكير كلما زادت أعراض الدغدغة.

أرجوكم أفيدوني هل هي مشكلة عضوية أم نفسية؟ وما العلاج؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الارتباط بين الجسد والنفس هو ارتباط لصيق جدًّا، وهذا الذي يحدث لك هو نوع من التقلصات العضلية، وهذه التقلصات العضلية ناتجة من التوتر النفسي، لأن النفس حين تتوتر عضلاتٍ مُعيَّنة في الجسم ممَّا ينتج عنه انقباضات قد تظهر في شكل دغدغة -كما تفضّلت-، وقد تظهر في شكل انقباضات واضحة، أو قد تظهر في شكل رعشة.

فيا أخي: من وجهة نظري: هذا الذي تعاني منه مرتبط بحالتك النفسية، حالة القلق والتوتر والانفعالات النفسية السلبية التي تعيشها. نسأل الله تعالى أن يقضي دينك، ومن الأفضل أن تُصارح صديقك هذا فيما حدث، لأن الكتمان يولّد الكثير من التوتر والقلق والاحتقان النفسي الداخلي.

وأريدك أن تمارس الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري تُساعد كثيرًا، واحرص على النوم الليلي، مع تجنب النوم النهاري، هذا يؤدي إلى المزيد من الاسترخاء العضلي.

وأريد أن أصف لك دواءً بسيطًا- أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيرًا- يُسمَّى (دوجماتيل)، واسمه العلمي سلبرايد، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، تناولها لمدة شهرٍ، ثم اجعله كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ آخر، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

كما أنك إذا تدرَّبت على بعض التمارين الاسترخائية - خاصة تمارين التنفس المتدرّج وتمارين شد العضلات وإطلاقها - هذا سوف يكون جيدًا بالنسبة لك أيضًا.

عبِّر عن نفسك - أخي الكريم - وحاول أن تتجنب الكتمان، وعليك بالدعاء والذكر والصلاة في وقتها، واسأل الله تعالى أن يقضي دينك.

يمكن أيضًا أن تذهب إلى طبيب عمومي مثلاً - أو طبيب الباطنية - ليقوم بإجراء فحوصات طيبة روتينية أساسية، هذا سوف يجعلك أكثر اطمئنانًا، لكن من وجهة نظري الحالة حالة نفسية، ونعتبرها حالة بسيطة إن شاء الله، وهي ظرفية ومسبَّبة ومبرَّرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً