الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتكرر لدي التبول وصرت أتردد كثيراً على الحمام

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تكرر التبول، تقريباً كل ساعة أو ساعتين أدخل الحمام مرتين لأكثر من 3 سنوات.

قمت بالعديد من الفحوصات والكشوفات الطبية عند أطباء مختصين، وفي كل مرة تكون النتائج جيدة يقولون: إن عندي مثانة عصبية وكانوا يصفون لي أدوية لكن بدون جدوى، ما عدا (detrusitol 2mg) كان يعطي تحسناً بسيطاً، ولكني توقفت عن أخذه؛ لأن أعراضه صعبة مثل: جفاف الفم، وصداع الرأس.

هل إذا استمررت بأخذ هذا الدواء يمكن أن أتعافى؟ وهل يوجد حل لهذا المرض؛ لأنه سبب لي العديد من المشاكل؟ وما زل كذالك، أتمنى أن تجيبوني.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض التي تصفها تشير إلى أنك تعاني من أعراض المثانة مفرطة النشاط أو الحركة، وتشمل الأعراض التالية العجلة أو الحاجة إلى التبول بسرعة، وإلا فإن المريض ينتابه الإحساس بأنه سيفقد السيطرة ويتبول على ملابسه.

منها أيضاً الإحساس بالحرقان، والحاجة إلى زيارة الحمام بصورة متكررة ومزعجة، وقد تؤدي هذه الحالة إلى اضطرار صاحبها للصحيان عدة مرات في الليل والذهاب إلى دورة المياه للتبول، وغيرها من الأعراض.

هذه الحالة متواجدة بكثرة في المجتمع، وتصيب الكثير من الأفراد من الجنسين، وفي مختلف الفئات العمرية.

تكون المثانة مفرطة الحركة إما ابتدائية أو ثانوية، وقطعاً لا أعني هنا المراحل الدراسية ولكن ببساطة فإن المثانة المفرطة الحركة الابتدائية تكون موجودة بلا مسبب ظاهر يؤدي إلى نشوئها أو استفحالها.

أما تلك الثانوية فإن هناك مسببات لها مثل: الالتهابات البولية، وبخاصة في المثانة والإحليل والبروستات، وتشمل كذلك الأمراض المنقولة جنسياً الناتجة عن الاتصالات الجنسية الخاطئة خارج نطاق الزواج المبارك، ومنها تواجد الحصوات البولية بالحالب والمثانة، ومنها تضييق الإحليل نتيجة إصابات أو حوادث سابقة أو التهابية كنتيجة للإصابة بأمراض جنسية مثل السيلان.

ومنها أيضاً تضرر الأعصاب المسيطرة على الجهاز البولي، مثل: إصابات العمود الفقري، ومن الملاحظ أيضاً أن الإصابة بمرض البول السكري وفي حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم فإن المريض كثيراً ما يعاني من أعراض كالتي تصف، وتؤدي في النهاية إلى اكتشاف هذا المرض، والذي أرجو من الله ألا تعاني منه، ونادراً فإن بعض حالات الأورام التي تصيب المنطقة قد تؤدي إلى ظاهرة المثانة البولية، مفرطة الحركة الثانوية.

هناك أسباب أخرى نادرة لا داع لذكرها هنا، ويعتبر التدخين من المسببات المشهورة جداً لحدوث هذه الحالات.

أما العلاج: فيبدأ بالبحث عن أية من المسببات المذكورة أعلاه، وبإزالتها ترجع المثانة لطبيعتها، وهنا يجب التنويه إلى أن المثانة مفرطة الحركة الثانوية تعتبر نادرة جداً بالمقارنة بتلك الابتدائية، والتي ليس لها مسببات.

غالباً فإنك تعاني من الحالة الابتدائية ويكون من المطلوب إجراء الفحوصات اللازمة من زراعة للبول والمني، وإجراء فحص بسيط لدفع البول؛ للتأكد من عدم الشك في تواجد تضيق بمجرى البول، وقد يطلب لك الطبيب فحصا بالتصوير الطبقي المحوري؛ للتأكد من عدم تواجد حصوات بولية، ويتوجب على الطبيب أن ينصحك بإجراء منظار للجهاز البولي السفلي، والتأكد من عدم وجود أي من الأمراض التي وصفتها سابقاً.

يكون العلاج بمعالجة المسبب الرئيس للحالة، وإذا ما كانت كل الفحوصات سالبة فإن العلاج يشمل المضادات الحيوية ومضادات (الالفا) بأنواعها، ومضادات الكولينات بأنواعها، والتي تشمل ما وصفت من دواء، وهنا يتوجب علي التنويه بأن هذه العقاقير مفيدة جداً في علاج حالتك إذا استطعت الصبر على آثارها الجانيبة.

إذا لم يتوافق معك نوع منها فلا بأس من أن تجرب نوعاً آخر من نفس الفئة، فقد تجد أن أعراضه الجانية متقبلة بشكل أفضل من النوع الأول.

هناك أنواع أخرى من العلاج للمثانة المفرطة الحركة، مثل: استخدام الكرسي المغناطيسي، والعلاج الطبيعي لعضلات الحوض، وأنصحك بتجربته فإنه قد ثبتت له بعض النجاعة في السيطرة على المثانة المفرطة في الحركة، وأبدأ بالقول أن تغمض عينيك وأن تتخيل أنك تعاني من إسهال شديد، وأن دورة المياه غير قريبة منك. ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ فإنك تقبض العضلات الداخلية السفلية الخلفية وبنفس الطريقة إذا ما كنت تعاني من الرغبة الملحة في التبول في غياب دورة المياه فإنك تقوم بالقبض على العضلات السفلية الداخلية الأمامية، أليس كذلك؟

إذاً قم بقبض هذه العضلات وتخيل أنك تريد أن تشفط أو تسحب القضيب الذكري إلى داخل بطنك هكذا، قم بهذا التمرين لمدة دقيقتين كل ساعة، وذلك بتبادل قبض وبسط العضلات السابقة بسرعة وببطء.

في نفس الوقت اعمل على مقاومة الاستجابة للمثانة وتـخيل الإسراع إلى دورة المياه وبعد بضعة أسابيع ستكتشف أنك تستطيع أن تكبح جماح المثانة، وتسيطر عليها بدلاً من العكس.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول حسين الرنتيسي

    جزاكم الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً