الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يمتاز بالطابع الريفي البحت ولا يقبل التغيير، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم

أطرح عليكم مشكلتي، فأنا متزوجة منذ أكثر من عشرين عاما، زوجي طباعه ريفية بحتة، ولا يريد أبدا أن يغيرها، يتكلم في الشارع وفي المحلات والأماكن العامة بصوت عال جدا، وكل الناس لا يكون لها صوت عال إلا نحن.

لا يفرق معه أكل أشياء لها رائحة مثل البصل، مما يتسبب لي ولأولاده في الإحراج عند حديثه مع الناس، وحاولنا بكل ما أوتينا من قوة ولين وحوار أن نغير من طباعه، المشكلة أنه لا يرى في نفسه شيئا يمكن أن يتغير، وأنه طبيعي ونحن مرضى.

أشياء كثيرة من هذا القبيل صعب أن أذكرها، تعبنا جميعا نفسيا من هذا الأمر، فهل هناك حل؟ ولا تحدثني عن أي حوار معه؛ لأنه لم يعد هناك وسيلة إلا وتعاملنا بها دون جدوى، نريد أن يكون واجهة لنا ولكننا لا نستطيع، فماذا نفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساندى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

- بعض القضايا تحتاج إلى تدريب وصبر، فالإنسان يجبل على ما تربى عليه فاجتهدوا في تدريبه على تخفيض صوته، وعززوه بالكلمات المشجعة فيما لو بدا بالتحسن فامدحوه وأثنوا عليه، فذلك مما سيساعده على ترك العادات السيئة التي تمقتونها فيه.

- قبحوا العادات السيئة في نفسه ونفروه منها، كأن تذكروا له مثلا كيف قبح الله رفع الصوت بقوله: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)، قال أهل العلم في تفسير الآية: (وتواضع في مشيك، واخفض من صوتك فلا ترفعه، إن أقبح الأصوات وأبغضها لصوت الحمير المعروفة ببلادتها وأصواتها المرتفعة).

- ذكروه بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بالدنيا جاهل بالآخرة) والصخاب هو كثير الخصام، والصخب في الأسواق الرافع لصوته فيها.

- سلطوا عليه من يقبح رفعه لصوته في الأسواق، فكون التقبيح يأتي من غيركم سيعزز في نفسه كره هذه الصفة وسيبعده عنها.

- اجتهدوا في تليين قلبه بالإيمان، حتى تكون الأرضية قابلة للنصح، ولو قرأتم كيف كان الصحابة في بداية إسلامهم يتعاملون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكيف كان البدو يتعاملون معه، ثم ما لبثوا أن تغير أسلوبهم فبعد أن كانوا يرفعون أصواتهم صاروا يخافتون فيها، وما ذلك إلا بسبب تقوية إيمانهم ولين قلوبهم.

- اصبروا عليه، ولا تيأسوا واحذروا أن يتسلل الشيطان إلى بيتكم ليهدمها بمثل هذه الأسباب الواهية، وأكثروا له من الدعاء أن يصلحه الله ويهديه ويعنيه على إصلاح نفسه، وتغيير سلوكياته.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً