الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد حدوث الطلاق بقيت بنتي عند طليقتي وأهلها.

السؤال

السلام عليكم.

تطلقت زوجتي بتحريض من أمها، وللأسف لعبت برأس زوجتي، المهم أنا لدي طفلة الآن بعمر 8 شهور، ولم أرها منذ وِلادتها.

يوم أمس كان أول لقاء لي معها وللأسف بدأت بالصراخ والبكاء عندما قابلتها أنا وأمي وأختي، والمدة المسموحة للزيارة في منزلنا هي ساعتان ليومين في الأسبوع، وهي تعتقد أن جدها وهو أبو أمها هو الأب.

كيف أعمل في طريقة التعامل معها؟ أرجو منكم إفادتي وإخراج أمها من أي محاولة للمساعدة لكمية الحقد والانتقام من طليقتي وأهلها.

ما يهمني هو ابنتي فقط لا غير، أرجو منكم إفادتي عن كيفية التفاهم مع ابنتي، والتأقلم معها في ظل هذه الظروف؟ وكيف أجعلها تتعود علي ولا تبكي بدون سبب؟

علماً أن الساعتين معظمهم بكاء، وقد حاولت ملاطفتها وملاعبتها وشراء الألعاب التي تحبها، وكل ما يمكن حسب ما كنت أبحث وأقرأ ولكن بدون فائدة.

علماً أن هذه المرة الرابعة منذ ولادتها التي أراها فيها، وبعد أن تجاوزت الثمانية أشهر، أرجو المشورة والحل والمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح بنتك وألفتها معك وصلاح الأحوال، ونسأله سبحانه أن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

ليس هناك داع للانزعاج من بكاء طفلتك التي لم تشاهدك لمدة طويلة، وهذا الأمر يحصل مع كل رجل يغيب عن بيته حتى لو لم يكن مطلقاً لزوجته.

نبشرك بأن الصورة ستتغير مع كل يوم تكبر فيه البنت، وصولاً إلى انحياز تام لك كوالد، وكل فتاة بأبيها معجبة، والعلاقة بالبر والإحسان بين الفتاة ووالدها قوية، وهكذا كانت الزهراء مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والصديقة مع الصديق وحفصة مع الفاروق، بل إن الجينات المكونة للأنثى تأتي من الرجل. فلا تنزعج، وتسلح بالصبر وانتبه لما يلي:

- كثرة الدعاء لطفلتك، فإن قلبها وقلوب الناس بين أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء.
- اهتم بالوقت المخصص لمقابلتها، وملاطفتها، وقبِّلها وامسح رأسها وداعب شعرها.
- لا تجبرها على التجاوب معك، ولا تهجم عليها حتى لو كانت في يدك حلوى أو هدية، ولا تسمعها أي سلبية عن أمها أو أهلها حتى لو زرعوا فيها أشياء عنك.

- اجعل همك إرضاء الله، ومن إرضاء الله تشجيعها على بر أمها، ولا تقصر في جانب المصروف وكافة الالتزامات الخاصة بها.

- تواصل مع موقعك واعرض كل جديد في حينه، حتى تجد التوجيهات والإفادة، وتسلح بالصبر، واعلم أن العاقبة لأهله، وشاركها في لعبها، وانزل لمستواها واسألها عن همومها.

هذه وصيتنا للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وكنا نتمنى أن تقف بنا على ظروف الطلاق خاصة بعد أن تبين لنا من خلال ما كتبت من أن الطلاق كان بتدخل وتحريض من والدتها، وكلنا أمل في أن تعود الأمور إلى الوضع الطبيعي، وهذا مجرد اقتراح وأنت أعلم بأحوال وظروف زوجتك وأهلها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً