الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وسواس الشرك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة توقفت عن الدراسة، والآن أدرس في المنزل، وقبل مدة أصبت بوسواس الشرك، علما أني أصلي ركعتين لله بعد صلاة العشاء، ومع ذلك أشعر بالحزن، أصبحت أكره نفسي، أحس بشيء يتحرك في صدري، وبخوف شديد، وتطاردني الكوابيس، وأسأل نفسي: هل الله غاضب علي؟ هل أنا مشركة؟

بدأ شيء يتحرك في صدري عندما رجعت من عرس أحد أقاربي، فهل هو بسبب الغناء في العرس؟ وقد ذهبت لأني لا أخرج كثيرا وصرت أشعر بالوحدة، والذنب لما أتخيله من أمور شركية، فماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الطمأنينة وأن يصلح لنا ولكم الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.

أرجو أن تعلمي أن الوساوس غالباً ما يبتلى به الحريصون والحريصات والأذكياء لأن هؤلاء ينشدون الكمال ويرغبون في التمام، وهذا بلا شك مطلب ولكن الرفق أيضاً مطلب، وكذلك الاعتدال ونحن سعداء برفضك لتلك الوساوس، لأن في ذلك دليل على ما في نفسك من الخير، ولذلك كما جاء الرجل يشكو للنبي -صلى الله عليه وسلم- من أشياء يجدها في نفسه، حتى قال زوال السموات أحب من أن أتكلم به، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" ذاك صريح الإيمان"، ثم قال: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"، فكون الشيطان أصبح عاجزاً لا يمكن إلا أن يوسوس فذاك خير بل دليل على ضعفه وضعف كيده.

ثم وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- من يجد مثل تلك الأفكار أن تنتهي بأن يقطع تواتر وتسلسل الأفكار، ويفضل الانتقال لغيرها والانشغال بأمور أخرى، وإذا كانت الوساوس متعلقة بالعقائد فمن التوجيهات أن تردد آمنت بالله، فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، أما إذا كانت الوساوس في مسألة الطهارة أو الصلاة فعلاجها بالإهمال ومعاندة الشيطان، ونحن ننصحك بالمحافظة على أذكار الدخول والخروج والتحصن بالأذكار عند الذهاب لأماكن التجمعات التي من أخطرها أماكن الأعراس التي يؤسفنا أن نقول أنها في الغالب مليئة بالمعاصي من أغاني وعري وتبرج وغفلات، والإنسان يضعف ويفقد اسلحته عندما يعصي الله أو يكون في بيئة المعاصي، وتلك أماكن يحضرها الشيطان وفيها عين الإنسان التي قد تلحق الضرر حيث لا أذكار ولا تحصينات بشرعية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بقراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من الذهاب لراق شرعي يقم الرقية على قواعد الشرع الحنيف، وحافظي على الأذكار وتلاوة القرآن، وتجنبي الوحدة لأن الشيطان مع الواحد وهو من الأثنين أبعد، وابتعدي عن المعاصي، واسألي الله توفيقه وفضله، واحرص على بر والديك وصلة رحمك وكوني مع الضعفاء يكون العظيم في حاجتك.

وفقك الله وحفظك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً