الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأن أموري ليست ميسرة، لا عمل ولا زواج، وأحمل هم أمي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 27 عاما، أعمل في شركة صغيرة منذ أربعة أعوام كمبرمجة للمواقع، لدي مشكلتان أرجو أن أجد النصح في حلهما:

المشكلة الأولى:
مشكلتي في العمل، منذ عام تقريبا تغيرت معاملة مديري معي وأصبحت سيئة، وبدأ يقارنني بزميلتي، وتعرضت لظروف صعبة منها: مرض أمي بمرض السرطان -شفاها الله- شفاء تاما، فتدهورت حالتي النفسية، ورغم معرفة مديري بظروفي كان يعاملني بقسوة، بدأت أبحث عن عمل جديد لكن دون جدوى، فجميعهم يعرضون راتبا أقل بكثير من راتبي، بقيت على هذا الحال ستة أشهر، وفي أحد الأيام قام مديري بالتعقيب على أدائي، وأنني لست بالمستوى المطلوب، لكن كلامه غير صحيح، فأنا أعطي عملي أولوية كبيرة، وهو يريد أن آخذ مشروعين، رغم أن المشروع الذي معي كبير جدا، وكنت قد أخبرته هذا أقصى ما أستطيع تقديمه، ولكنه لم يبالي بحديثي.

تضايقت بشدة وخرجت أبكي، ثم عدت للمنزل وقدمت اسقالتي ولكنه رفضها، وأهلي رفضوا ذلك، بعد مدة علمت أن راتبي أعلى من راتب زميلتي، مما أثار غضبها، فهي تعمل مثلي، ولكن ما ذنبي؟ أنا لست من أوزع الرواتب، فأخبرتها إن كان لديها اعتراض فلتخبره، رغم أنني متأكدة أنها أصبحت تأخذ مثلي وربما أعلى مني، كما أشار مديري بطريقة غير مباشرة.

أشعر بالتعب من وظيفتي ومن معاملة مديري، فزملائي يفعلون ما يريدون دون أن يعاتبهم، هذا الشيء جعلني أكره العمل، وأعلم أنني لو انتقلت لعمل آخر سأجد الصعوبات ذاتها، أرجو النصح.

المشكلة الثانية:

هي موضوع الزواج، أعلم أن الموضوع رزق ونصيب، لكنه بدأ يشغل تفكيري وخاصة عندما تقدم أحد الشبان عن طريق بنت خالي، حيث يكون زوجها خال الشاب، وقاموا بزيارتنا هو ووالدته وعمته للتعارف، وجرى حديثا عاما لم يتجاوز النصف ساعة، مما جعلني أتأمل مدح بنت خالي له كثيرا، وهذا ما شجعني وجعلني أدعو الله إن كان خيرا أن يرجعه، لكن بعد أسبوعين علمت بنت خالي بطريقة غير مباشرة أن أمه وعمته موافقتان علي، لكن الشاب رفض الموضوع تماما؛ لأنني لست بالمواصفات التي يريدها، رغم أخذه معلومات عني مسبقا.

شعرت بضيق شديد ونظرة رفض منه عندما جاء، شعرت بانكسار، أعلم أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، لكنني أشعر بضيق وألم شديدين، وخاصة أنني كبرت وأصبحت في 27، وتقدم لي العديد ولم يعودوا، أشعر بأن أموري ليست ميسرة، لا عمل ولا زواج، وأحمل هم أمي، ماذا أفعل؟

أرجو النصح، شاكرة لكم تعاونكم، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

- ما أنت فيه من ابتلاءات لاشك أنها بقضاء الله وقدره، فعليك بالصبر والتحمل ولا تحزني مما يجري، وينبغي أن تعلمي أن لك أجرا من الله تعالى على صبرك.

- وأما بخصوص ما يحصل لك في عملك فالذي أنصح به أن يكون لديك قدرا كبيرا من تجاهل ما يحدث، وعليك بالاستمرار في إتقان عملك، وتقبلي نصح المدير بصدر رحب واعتبري الأمر طبيعي فهو يريد نصحك ومصلحتك، بدليل أنه رفض قبول الاستقالة عندما تقدمي بها، وأكثري من الاستغفار ومن وقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وادعي الله بأن يجعل الله لك فرجا، وحافظي على ذكر الله تعالى وقراءة المعوذات.

- وأما موضوع الزواج وإمكانيته، فأرجو أن لا تيأسي ولا داعي للقلق، فكونه جاء شاب ثم ذهب فهذا أمر طبيعي، وفي ذلك خير لك، وبإذن الله سيأتي آخر، والذي عليك أن تحافظي على تقوى الله في السر والعلن، فإنه "من يتق الله يجعل له مخرجا" ذلك بالعمل على طاعته واجتناب ما يغضبه، ثم وعليك بكثرة الدعاء والاستغفار والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم عليك بالتعرف على أخوات صالحات يمكن أن يكون لهن أخوة صالحين يرغبون في الزواج.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً