الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الأخذ على يد الوالد اللاهث وراء الفتيات

السؤال

السلام عليكم.
كيف السبيل لهداية أبي إلى طريق الله، والابتعاد عن طريق الفساد والجري وراء الفتيات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يرزق هذا الوالد الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإنه لمن دواعي السرور أن يكون في بناتنا من تحرص على هداية والديها وإخوانها، وهكذا ينبغي أن تكون المسلمة صالحةً في نفسها مصلحةً لغيرها، ولا نجاة للمسلم إلا إذا كان من بعد الصلاح مصلحاً، قال تعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ))[هود:117]، فلابد من القيام بواجب النصيحة إعذاراً إلى الله، ورغبة في هداية من نحب.

وأرجو أن تكون بداية المحاولات لإصلاح الوالد بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه؛ فإن القلوب بين أصابعه يقلبها كيف يشاء سبحانه، كما أرجو أن تكون نيتك خالصةً بأن يكون هذا العمل رغبةً في الأجر والثواب، وليس خوفاً من كلام الناس، ومن الضروري أن يكون نصحك للوالد بلطف وأدب واحترام، وقدوتنا في ذلك خليل الرحمن الذي تلطف مع أبيه، ونقل القرآن ذلك الرفق في سورة مريم: (( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ))[مريم:45]، وكان يكرر في نصحه كلمة (يا أبتِ)، وبالغ في إظهار الشفقة والخوف عليه من عذاب الله.

وننصحك بأن تزيدي من برِّك لوالدك، وتقدمي بين يدي نصحك ألواناً من البر والإحسان؛ فإن النفوس جُبلت على طاعة من يحسن إليها، واحرصي على تقديم النصيحة له بألفاظٍ جميلة، وأرجو أن يكون ذلك بعيداً عن الأعين، فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ، والشيطان حاضر، مع ضرورة اختيار الوقت المناسب للنصح.

وأرجو أن تهتم الوالدة بالوالد، وتوفر له ما يحتاجه من لطف واهتمام، مع ضرورة الاهتمام بمظهرها، وجعل المنزل بيئة جاذبة للوالد، ومن المفيد أن نشجّعه على تبديل البيئة التي يعيش فيها، وتغيير مجموعة الرفاق، مع ضرورة تحذيره من عواقب الفساد والفواحش في الدنيا والآخرة، فإن ممارسة الزنا تورث الفقر وضيق الصدر، والموت العاجل، وتسلب نور الوجه، وتورث الذل والمهانة، وتفسد العقل والجسد، وتجلب الأمراض الفتاكة، إلى غير ذلك من الأضرار.

والإسلام لم ينه عن الزنا والفواحش فقط، وإنما سد الأبواب الموصلة إليها، فقال سبحانه: (( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ))[الإسراء:32]، وقال تعالى: (( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ ))[الأنعام:151].

فنهى عن مجرد الاقتراب، ولذلك نهى عن النظرة المحرمة، والخلوة مع المرأة الأجنبية؛ لأن الشيطان هو الثالث، كما أن العفاف فيه صيانة للعرض ونجاةٌ في يوم العرض، وأرجو أن تجدي في أهلك وأهل الخير من يعينك على القيام بهذه المهمة العظيمة.

نسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك، وأن يهدي هذا الوالد، وأن يحسن ختامنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً