الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لفتاة جامعية عاقة لوالديها.

السؤال

سؤالي مهمٌ جداً.
أخاف من عقوق الوالدين ومن دعائهما بالشر علي، أمي وأبي لم يكملا تعليمهما، لذا فهناك فجوة كبيرة بيني وبينهما، فأنا دائمة الشجار معهما، ولا أستطيع التحكم بأعصابي، ولقد أصبحت أكره أمي وأبي كرهاً شديداً، وأنا فتاة جامعية وأعلم حرمة العقوق، فماذا أفعل؟
هل لي من توبة، حيث إن والدي غير راضيين عني؟
أشعر بحرقة.
أجيبوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأله تعالى لنا ولكم العافية والتوفيق، آمين.
الابنة (أ)! أولاً: جزاك الله خيراً على هذا السؤال في هذا الوقت المبكر من عمرك، مما يدل على وجود الخير فيك.
ثانياً: ابنتي! أرجو وعند الانتهاء من قراءة هذه الرسالة أن تسارعي وقبل فعل أي شيء إلى أن تتوضئي وتصلي ركعتين أو تقدمي أي عمل صالح، ثم تتوبي إلى الله من عقوق الوالدين توبة نصوحاً، والتوبة النصوح هي أن تندمي على ما مضى من الذنب، وأن تقلعي عنه فوراً، وأن تعزمي على ألا تعودي أبداً، فإذا استطعت أن تفعلي هذه الشروط الثلاثة فهي توبة مقبولة.

ابنتي! إن حق الوالدين لا يدانيه أي حق آخر، وهو حق مطلق ما لم يتعارض مع طاعة الله، كما أنه حق بلا مقابل تنتظرينه من الوالدين، بمعنى أنهم إن أساءوا إليك وحرموك وقاطعوك فواجب عليك وجوباً شرعياً أن تصليهم وتطيعيهم وتحسني إليهم وتبريهم؛ لأن هذا البر ليس بمقابل عملهم اليوم بل لما لهم من حق سابق، وهو حق سبب وجودك في الحياة وتربيتك وأنت صغيرة...إلخ.

ابنتي! إن من أكبر الذنوب عقوق الوالدين؛ فهذا ذنب يعجل الله بعقوبته في الدنيا قبل الآخرة، وعده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، كما أن حقهما على الولد مقرون بحق الله في كثير من آيات القرآن، حيث يذكر الله حقه في العبادة ويذكر بعده مباشرة حقوق الوالدين، مما يدل على مكانتهما في الإسلام.

ومن جانب آخر فإن برهما يجلب من الله الخير والسعادة في الدنيا قبل الآخرة، وما هو مطلوب منك الآن بعد التوبة مباشرة أن تذهبي إليهما وتقبلي رأس كل منهما وتجلسي في الأرض أمام أمك وأبيك وتطلبي منهما العفو لوجه الله وتطيعيهما طاعة مطلقة إلا في معصية الله، وتنفذي أمرهما مهما كان رأيك فيه؛ فإن طلبا منك ألا تخرجي فلا تخرجي، وإن طلبا منك الخدمة في المطبخ أو الكنس أو غير هذا فعليك بالطاعة، فلا مجال لمعصية أمرهما ما لم يكن فيه معصية لله تعالى، فهذا هو الرجوع لله حقاً والتوبة النصوح، واسألي الله تعالى أن يغفر لك ما مضى وأن يوفقك لبرهما.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً