الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تنميل ولسع كالكهرباء في أنحاء من جسمي، ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ عدة أشهر بشيء يشبه الكهرباء بكف يدي وقدمي، ولساني وشفتيّ كلسعات كهربائية وتمنيل، ومؤخرا منذ أسبوعين تقريبا أعاني من عيني اليسرى كأن بها رفة ونبضا، ولاحظت أنني بدأت أعكس الكلام مؤخرا ليس بكثرة، لكن عندما أتكلم بسرعة.

وأعاني من الجيوب الأنفية والوسواس القهري، كما أعاني من القلق والتوتر واضطرابات في النوم، فحصت قبل عدة أشهر، كان فحص فيتامين دال و B12 جيدا، وكنت فيما مضى أعاني من نقص فيهما، وقمت بالفحص الأخير قبل أن أعاني من هذه الأعراض بعدة أشهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمن الواضح أن هناك علاقة بين الوسواس القهري ومرض القلق والتوتر، بالإضافة إلى عدم أخذ حاجتك من النوم، وبين اللسعات التي تشعرين بها وكذلك التنميل في اليد والقدم، ومعروف أن الوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات النفسية التي تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية تؤدي إلى تصرفات قهريّة.

فمثلا يقوم المصاب بالوسواس القهري فيما يتعلق بالنظافة بغسل يديه بشكل قهري، إلى درجة التسبب في جروح وخدوش اليدين أوالشرج، أو تكرار الوضوء قبل الصلاة او تكرار التكبير في الصلاة لعشرات المرات؛ لأن لديه قناعة أنه لم يحسن التكيبر، أو تكرار التأكد من غلق النافذة أو المكتب على الرغم من غلقه، وعلى الرغم من محاولات التوقف عن تلك الأفعال، إلا إن الأفكار الوسواسية القهريّة تتكرر.

والتفكير المنطقي أحد طرق علاج مرض الوسواس القهري الذي يسيطر على تفكيرك، ومرض الوسواس القهري أحد الأمراض النفسية المعروفة، والتي يتم علاجها عند طبيب الأمراض النفسية لعمل جلسات تحليل نفسي، وعن طريق العلاج المعرفي من خلال معرفة طرق العدوى الحقيقية للأمراض دون تهويل أو تهوين.

ومن المعروف أن الأمراض النفسية من طائفة العصاب neurosis، والتي تشمل الوسواس والتوتر والقلق والهلع والخوف المرضي هي أمراض مرتبطة باضطراب مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، وهو هرمون موصل عصبي للإشارات العصبية واضطراب مستوى ذلك الهرمون يؤدي إلى تلك الأمراض، ولذلك فإن تناول أحد الأدوية الذي يضبط مستوى هرمون سيروتونين يعالج تلك الأمراض، مع جلسات العلاج المعرفي والسلوكي.

ومن بين الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين تناول حبوب cipralex 10 mg، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور إلى عام كامل، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

ومما يساعد في النوم العميق تناول حبوب melatonin ذات المنشأ الطبيعي التي تساعد في ضبط مستوى هرمون ميلاتونين في الدم ليلا، ويمكنك تناول قرص جرعة 5 مج، ويتم تناولها قبل النوم بساعة ليلا، مما يساعد في إفراز المزيد من المسكنات الطبيعية Endorphins، مع أهمية التزام الفرائض والأذكار والدعاء والورد اليومي من القرآن، والحرص على زكاة المال والصدقات؛ لأن تغذية الروج تضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ.

وفي الحَديثِ يقولُ رَّجُلٌ من خُزاعةَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَقولُ: "يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنا بها"، أي: ارْفَعْ أذانَ الصَّلاةِ وأَقِمْها؛ لِنَستريحَ بِها، وكأنَّ دُخولَه فيها هو الرَّاحةُ مِنْ تَعَبِ الدُّنيا ومَشاغِلِها؛ لِمَا فيها مِنْ مُناجاةٍ للهِ تعالى وراحةٍ للرُّوحِ والقَلْبِ، ولا عَجَبَ في ذلك؛ فإنَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- هو القائلُ: "وجُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاةِ"، وطَلَبُ الرَّاحةِ في الصَّلاةِ يَصْدُرُ ممَّنْ كان خاشعًا فيها ومُحِبًّا لها، وإنْ كانت ثَقيلةً على البعضِ؛ كما قال اللهُ: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً