الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع أهل الفتاة بالزواج من ابنتهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مهندس، عمري 29 عاماً، متزوج ولدي طفلان، وحالتي المادية ممتازة بفضل من الله، وعلى علاقة بفتاة أرغب بالزواج بها لتكون الزوجة الثانية.

ولكن يا شيخنا الكريم: لدي مشكلة من ناحية أهل الفتاة، حيث أن لديهم انطباعا أن الزوجة الثانية عادة ما تكون سببا للمشاكل، فهم خائفون من كلام الناس، أو أن تلقب بخاطفة الرجال، أو أن تحدث مشاكل مع أهل الزوجة الأولى، فكيف أقنعهم بأنه شرع الله؟

يا شيخنا: أريد منك كلاما أوجهه لهم كي يتم الله هذا الزواج على خير.

وشكراً لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
تعدد الزوجات مباح شرعا ولا شك في ذلك، غير أن صفات النساء تختلف من امرأة لأخرى؛ فمنهن من يكون عندها صفة حب التملك، ومنهن من يكون عندها غيرة شديدة، ومنهن من تكون صاحبة كيد عظيم، ومن هنا تنشأ المشاكل بين النساء، وينتقل الكلام بين النساء، ويصل من هذه لتلك، فتحصل مشاكل كثيرة كان الزوج في غنى عنها.

مهما حاول الزوج أن يبعد زوجاته عن الالتقاء فإن المشاكل تنشأ عن طريق توصيل الكلام الصحيح والمغلوط، فيتسبب ذلك بمشاكل بين الزوج وزوجاته.

أنصحك أن تفكر بالأمر بعقل وليس بعاطفة؛ فإن العاطفة لا يمكن أن تعطيك القرار الصحيح، فانظر لمصلحتك، وهل أنت بحاجة لتعدد الزوجات؟ وهل هذه الحاجة ملحة أم أنها رغبة آنية؟ بمعنى لا بد أن يكون سبب التعدد وجيها.

عليك أن تتحسب للمشاكل التي قد تنشأ بسبب التعدد، ومن ثم تنظر هل أنت قادر على تحمل تلك المشاكل؟ وهل ذلك لن يؤثر على أدائك في العمل؟ ولا تنس أن تنظر لمن حولك ممن عدد وكيف صارت حياتهم.

إن أصريت على الزواج فلا بد أن تتخير الفتاة التي تكون كتومة ولا تبوح بأسرار بيتها، ولا تصغي للنساء، وتجعل همها إسعادك لا تنكيد حياتك، ولا تفعل أي أمر من شأنه أن يوغر صدر زوجتك الأولى.

عليك أن تختار المرأة التي تستطيع أن تكبح جماح غيرتها، بحيث تجعل نفسها كأنها زوجتك الوحيدة، وفي اليوم التي لا تكون موجودا تعتبرك مسافرا أو مشغولا فلا تقلقك ولا تضيق عليك، وتشغل نفسها بكل عمل مفيد في اليوم التي لا تكون عندها.

لست بحاجة إلى أن تقنع زوجتك الأولى؛ فإنها بلا شك لن ترضى، ولست بحاجة إلى مناقشة أهلها، لأنهم لن يرضوا أن تجلب ضرة لابنتهم، ولن يرضوا ان يشاع عنهم أنهم وافقوا لك على أن تتزوج بأخرى، وعليك أن توقفهم عند الأمر الواقع.

وبالنسبة لزوجتك الأولى لا بد أن ترضيها بشيء من المال أو تجديد الأثاث وما شاكل ذلك.

عليك أن تكون حازما مع زوجاتك بالحق، فلا تسمح لأي منهما أن تتمادى وتجعلك تميل إليها على حساب الأخرى، وكن حازما في منع إخراج أسرار بيتك إلى النساء؛ لأنه سبب إيغار الصدور.

امنع أي منهما من أن تتكلم مع النساء على ما يدور بينك وبينها، أو تذكر ما أعطيتها؛ فإن ذلك أدعى لإغلاق وسد باب المشاكل.

احذر من التحدث عند زوجاتك عما يدور بينك وبين الأخرى، واجعل نفسك كأنك متزوج بواحدة كل في يومها، ولا تسمح لأي منهن أن يتواصل معك في يوم الأخرى، وعليك أن تتواصل مع من لست عندها قبل أن تدخل لزوجتك الأخرى، فتطمئن على أحوالها، وإن كانت بحاجة لأمر ضروري فاقضه لها قبل أن تدخل بيتك، ما لم يكن هنالك من يمكن أن يقوم بخدمتك.

امنح زوجتك الأولى مزيدا من العناية خاصة في الأشهر الأولى من الزواج، ولا تشعرها بأي تقصير، بل كن معها أفضل مما كنت عليه قبل الزواج.

لا بأس ببعض الهدايا التي تزيد في المحبة وتهدئ النفوس وتشرح الصدور.

حسن علاقتك مع أهل الزوجة الأولى، وأحسن إليهم، وتفقد أحوالهم، وقدم لهم الهدايا الرمزية، فذلك سيساعدك كثيرا في تهدئة زوجتك الأولى وطمأنتها.

أخي الكريم: هذه بعض الموجهات آمل أن ينفعك الله بها، ونسعد بتواصلك وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً