الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنفصل عن زوجي حتى لا أكون سببا في مرضه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة في الأربعين من عمري، متزوجة منذ عشرين عاما ولدي أربعة أبناء، لا أعمل حالياً (ربة منزل) متعلمة (جامعية)، زوجي متعلم وموظف، زواجي كان مليئا بالمشاكل والضغوطات، إلا أننا -الحمد لله- حافظنا على زواجنا، حصل طلاق واحد أثناء مدة الزواج.

حصلت مشكلة بيني وبين زوجي (وقل أن يمر أسبوع بدون مشاكل، ولكنها تنتهي بمجرد أن يكلم أحدنا الآخر، أو إذا كانت قوية فإن المتسبب فيها غالباً ما يعتذر).

تفاجأت بردة فعل زوجي، فقد غضب غضباً شديداً ثم انهار في بكاء مرير، وبعدها لم أعرف كيف أتصرف فصرت أعتذر وأقبل رأسه وأبكي، وأصبح يتشهد تارة، وتارة يأمرني بأن أخرج من الغرفة.

بعد ساعة من هذا الموقف أصبح يستند إلى الجدار إلى أن خرج من البيت، وعلمت فيما بعد أنه ذهب للمستشفى، ووجد الضغط مرتفعا، وبات تلك الليلة في المستشفى.

عندما عاد إلى البيت رجعت واعتذرت منه، ولكنني جلست أفكر ماذا لو حصل له مكروه بسببي؟ هل يستحق أن نعيش هذه الحياة لأجل أن نربي أبناءنا، هل انفصالي عنه قرار صائب رغم أنني أحبه، ولكنني لا أحتمل أن أكون السبب في مرضه، أو تعرضه لمكروه.

أرجو توجيهي شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال.

لا يخفى على أمثالك أن حياة الأزواج لا تخلو من المشكلات، ولكن ما بين الرجل وزوجته أكبر من كل الأزمات، وإذا كان بينكم أولاد وعشرة طويلة فإن الحرص على الاستمرار والاستقرار تزداد حفاظاً على صحتكم، وعلى عافية الأولاد، وأملاً في استقرارهم وفلاحهم، وعليه فنحن ننصحك بما يلي:

1- الدعاء لنفسك ولزوجك وعيالك.

2- تفادي أسباب المشاكل وأنت أعرف الناس بالأمور التي تضايق زوجك.

3- الرغبة في الثواب الذي أعده الله لمن يصبر على الشريك ويحسن إليه، فالعلاقة الزوجية عبادة لرب البرية وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.

4- التواصل مع موقعك وعرض المشكلات حتى نتعاون في حلها.

5- الحرص على تنفيذ التوجيهات النبوية عند الله وذلك بـما يلي:

- التعوذ بالله من الشيطان.

- الترك للرحمن.

- إمساك اللسان.

- الخروج من المكان.

- تغيير الهيئة فالقائم يجلس والجالس يتكىء، وهكذا.

- الوضوء.

- الصلاة إذا كان الغضب شديداً.

- طوري مهاراتك في التعامل مع المشكلات.

- احرصي على عمارة داركم بفعل الخيرات وطاعة الرحمن، قال تعالى: (وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين).

- إبعاد فكرة الطلاق والفراق، فالطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، وفي مثل حالتكم قد لا يكون حل لوجود حب بينكم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً