الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من خوارج الانقباض نهائيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من خوارج الانقباض التي تسبب القلق منذ 10 سنوات، راجعت العديد من أطباء القلب، وصفوا لي الكثير من الأدوية، مثل: الأفلو كاغديل، الأتينور، البيبرتونس، البرودول، اللوبريسور، والبوناكو، لكني لم أستفد، ساعدوني، كيف أتخلص منها نهائي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Idris حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
الخوارج الانقباضية التي تصدر من القلب هي بالفعل مزعجة، لكنها ليست خطيرة، وقد عانى منها الكثير من الناس، ويأتي على رأسهم الرئيس الأمريكي (جورج بوش الأب)، كان يعاني منها منذ صغره، وحتى وهو في الحكم وبعد الحكم، وحتى أنه قد أنشأ جمعية لمساندة الذين يُعانون من هذه الحالة، وهي لا تُسبب أزمات قلبية ولا ذبحات قلبية، ولا سكتات قلبية، فقط هو جانب هذا الإزعاج الذي يأتي منها، ولذا يسعى الكثير من الناس لعلاجها.

من أبسط وأفضل وأجمل سبل معالجة هذه الحالة هي الرياضة، رياضة المشي تجعل هذه الخوارج الانقباضية تختفي تمامًا، على الأقل في وقت ممارسة الرياضة، وهذا الاختفاء يؤدي إلى رفعٍ كبير في معنويات الإنسان، ويجعله يقتنع قناعة تامّة أنها بالفعل هي فسيولوجية ولا تدلُّ على أي مؤشّر في مرض القلب؛ لأن القلب المريض يتعب مع الجُهد، يتعب مع الرياضة، فما دامت هذه تختفي مع الرياضة فهذا يعني أنها أمر فسيولوجي حميد.

ومن الأشياء التي تفيد كثيرًا هي ممارسة التمارين الاسترخائية، فيا أخي الكريم: لو تدربت على هذه التمارين بصورة صحيحة أعتقد أن ذلك سيكون مفيدًا لك جدًّا.

تجنب شُرب الشاي والقهوة، على الأقل يجب أن تكون بكميات قليلة إن كان لا بد من شُربها، وألَّا تكون مُركزة، لأن الكافيين هو أحد المثيرات، كما أن النيكوتين هو أحد المثيرات، لذا يُمنع التدخين تمامًا للذين يعانون من هذه الحالة.

النوم العميق والنوم الجيد ليلاً يُقلِّل أيضًا من هذه الحالات.

وبالنسبة لارتباطها بالقلق: هذا الأمر حوله شكوك، نعم دائمًا هي تُربط بالقلق، لكن رأينا أُناسًا ليسوا بقلقين أبدًا ويُعانون منها، وأخذًا بنظرية أن القلق له دور نقول لك - أخي الكريم -: لا تقلق، حاول أن تكون مسترخي النفس - كما ذكرت لك - وحاول أن تعبّر عن نفسك، وتتجنب تمامًا التوترات والاحتقانات النفسية والكتمان.

بالنسبة للأدوية: كوابح البيتا تعطي شعورًا بالاطمئنان، ومن أفضلها عقار (كنكور) بجرعة صغيرة، 2,2 مليجرام مثلاً؛ لأن الجرعات الكبيرة قد تؤدي إلى انخفاض في الضغط، وعقار (إندرال) أيضًا نعتبره ممتازًا، وعقار (نادلول) أيضًا من الأدوية الطيبة جدًّا، عمومًا: هي أدوية قد تُقلل من الأعراض قليلاً، لكن لا نستطيع أن نقول أنها علاج ناجع.

بعض الناس أيضًا يستعملون مضادات القلق، وهذه قد تفيد في بعض الأحيان، مضادات القلق هذه عددها كثير جدًّا، من أبسطها دواء يُعرف باسم (فلوبنتكسول)، إذا تناولته بجرعة نصف مليجرام مثلاً صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم جعلت هذه الجرعة نصف مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم توقفت عنه، هذا أيضًا قد يعطيك دفعًا معنويًا علاجيًا طيبًا.

ويا أخي الكريم: اذهب واجعل لك مواعيد منتظمة مع الأطباء، حتى إن أردت أن تذهب إلى طبيب القلب مثلاً كل ستة أشهر، يقوم بفحص الهولتر، هذا يُساعدك ويُطمئنك كثيرًا، لأنه يوضح نوعية هذه الخوارج الانقباضية وكثافتها وشدتها ونُقصانها. فإذًا التواصل مع الطبيب فيه خير، لكن يجب ألَّا يكون ذلك بكثافة واستمرارية، لأن ذلك أيضًا يؤدي إلى التوهم المرضي، ولا تتنقل بين الأطباء - أخي الكريم - طبيب واحد تثق فيه يكفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً