الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلقت زوجتي وفقدت الاستقرار الأسري والنفسي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من القلق المستمر والوحدة والتفكير المستمر، أصلي ومتوكل على الله، ومستمر بالدعاء، لكن التفكير السلبي يذهب ويعود، والسبب أني أحب عائلتي، وحياتي كانت جميلة جدا، أحبها وتحبني، ودام الزواج سبع سنوات، طلقت زوجتي وكان السبب كثرة زعلها على أتفه الأسباب، وكثيرة الذهاب إلى أهلها، كانت تحترم والدتي، ووقت الزعل لا تحترم أحدا حتى والدتي الغيور.

أنا مطلق منذ شهرين، وتعبت من التفكير، ولا أستطيع اتخاذ القرار، حزني يتعبني، لا أريد إرجاع طليقتي، وخائف جدا، هل الزواج يحل مشكلتي؟ كان ينقصني في زواجي السابق الاحترام وتقدير الحياه الزوجية، أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
لم تخبرنا هل كنت تسكن أنت وزوجتك مع والدتك في بيت واحد؟ وهل عندك أطفال؟ لأن هذا سيعطينا مدخلا للإجابة على استشارتك كوننا سنكون متصورين المشكلة من عدة جوانب، خاصة وأنت قلت في استشارتك أن حياتك كانت جميلة، وهذا يعني أن الإشكال طارئ.

قد لا يكون الحل في استمرار الطلاق إن كان الإشكال بسبب سكنك مع والدتك في بيت واحد، بل قد يكون الحل في أن تنفصل في بيت مستقل أنت وزوجتك، فالشرع متشوف لاستمرار الحياة الزوجية وليس للطلاق.

ما تعاني منه هو بسبب وجود تصادم بين حبك لزوجتك ووجود الإشكال الحاصل، وربما عدم قدرتك على إيجاد التوزان بين طاعتك وحبك لوالدتك وحبك لزوجتك.

لعل غيرة والدتك نابع من خوفها أن تتركها وتميل إلى زوجتك، وهذا علاجه أن تشعر والدتك بقربك الدائم منها وطمأنتها بأنك لن تتركها، وقيامك بتلبية طلباتها.

زعل زوجتك قد يكون له مبرراته، ولو بدت في نظرك تافهة لكنها قد تشعر بعدم أخذها لراحتها التامة معك، كونها لا تسكن في بيت مستقل، هذا إن كنت تسكن فعلا مع والدتك.

أحيانا قد يطلق الرجل زوجته لعدم قدرته على السيطرة عليها مع حبه الشديد لها، ولهذا ينشأ عن الطلاق نوع من الكآبة وتشتت الذهن وعدم القدرة على التفكير أو اتخاذ أي قرار، وهذا قد يستمر لأشهر، لكن إن وصلت الحياة الزوجية إلى طريق مسدود بعد استخدام جميع السبل من أجل حل الإشكالات كي تستمر الحياة الزوجية، ومع هذا استمرت الزوجة تتعامل مع زوجها بنفس الأسلوب، ففي هذه الحال يكون الطلاق هو الحل، وبقيام الزوج بالزواج من امرأة أخرى قد ينسيه معاناته.

تدليل الزوجة في بداية الحياة الزوجية، وإطلاق الحبل لها تفعل ما تريد، وعدم تقيدها بأمر زوجها، يجعلها صعبة المراس ويفقد الزوج سيطرته عليها، ولذلك لا بد أن تعرف الزوجة أن طاعة الزوج واجبة، وأن مخالفتها لأمره وخروجها من البيت دون إذن منه حتى ولو كان إلى بيت أهلها، وعدم احترامه ورفع صوتها عليه يعد نوعا من النشوز.

آمل أن تشرح لنا بالتفصيل أصل مشكلتك، وتجيب على الأسئلة التي طرحناها عليك، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً