الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكمل مشوار العلم والعمل حتى النهاية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب من سوريا، ظروف الحرب أجبرتني على ترك جامعتي في آخر فصل فيها، ولم أستطع إكمال تعليمي، سافرت إلى مصر، وأنا الآن في تركيا، وهي بلد صعبة جدا في مجال العمل. خصوصا أني لا أتقن أي مهنة؛ لأني تفرغت للدراسة في بلدي، أعرف الكثير عن الكثير من المجالات، لكني -مع الأسف- أخطأت أني لم أكمل شيئا في حياتي.

دخلت إلى العديد من المعاهد الشرعية في سوريا ومصر، وذلك حبا في طلب العلم، لكني لم أكمل الدراسة، وتركت في منتصف الطريق.

الآن في تركيا أجد صعوبة في العمل وفي اللغة، جربت الوظائف فوجدتها لا تسمن ولا تغني من جوع، عملت في السمسرة والعقارات، فوجدت فيها الكثير من الشبهات المالية، ولا أحس أنها مجالي، وشاركت فيها بعض الأصدقاء فخسرت كثيرا، وتراكمت علي ديون كثيرة.

أحاول أن أجد عملا جديدا وفرصا جديدة، لكن الوقت يداهمني في حياتي، والمسؤولية بعد الزواج أصبحت كبيرة، وكثيرا ما تكون سببا لهمي، مما يؤثر في علاقتي مع زوجتي وولدي أحيانا، لا أستطيع التحمل، لدي الكثير من الأفكار التي أحب أن أعملها ولا أعملها، منها السير في الدعوة إلى الله، وقد فعلتها سابقا وتركت، وتأليف كتاب، وقد جهزت فكرته ولكن لا أتابع فيه، وأفكارا للتعليم، طبقت بعضا منها في مصر ونالت إعجاب البعض، لكن في تركيا لم أستطع فعل ذلك، أحب الاستزادة من العلم الشرعي، لا أدري ماذا أفعل، تشعبت علي الهموم والأفكار، أدعو الله دائما وأنتظر الفرج، ما هي نصيحتكم لي؟

جزيتم عني خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abu mumin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، وأسأل الله أن ييسر أمرك، ويصلح شأنك، والجواب على ما ذكرت:

- اعلم أن من أهم الأمور في حياة الإنسان أن يكون متصفا ببعض الصفات لاستقراره في حياته، ومما أنصحك به:
1. عليك أن تتصف بصفات الجدية والصبر، وعدم الاستعجال فيما ترجوه وتصبو إليه.
2. عليك أن تكون ملتزما بمبادئ وعقائد وعبادات ومثل وقيم الإسلام، وأخلاقه، محافظا عليها تعبدا لله، مراعيا في ذلك الصدق والرفق، مستعينا بالله متوكلًا عليه في كل أمورك، وأكثر من الدعاء والاستغفار، ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
3. عليك أن تحدد خطة لحياتك، وماذا تريد بشكل واضح؟ ثم عليك أن تتعلم مهنة واحدة، ولا تظل متنقلا بين أكثر من عمل، واحذر من الأفكار الذي قد ينتابك أن بعض المهن المشروعة فيها شبهات، فتسارع إلى تركها، مثلما ما ذكرت في مهنة العقارات، فكان الأولى أن تستمر في المهنة مع تجنب ما فيها من شبهة.
4. كما أنه ينبغي أن يكون لديك قناعة بمهنتك، وأن تجعل مهنتك محبوبة إليك، وتسعى أن تطور من نفسك بكل عناصر الحيوية والتجديد، ولا تستعجل في قطف الثمرة، ولا تستعجل أن يكون دخلا مرتفعا، فإن هذا يأتي مع المدى -إن شاء الله-.
5. عليك أن تحصل على استشارة من تثق في رأيهم ونصحهم.

- وأخيراً طلب العلم الشرعي مهم، ولكن أنت حاليا بحاجة إلى الاستقرار المادي من خلال عمل مناسب، فبعد أن تستقر في عمل مناسب يوفر لك دخلا جيدا، ثم وجدت وقتا للاستزادة من طلب العلم، فيمكن المواصلة فيه -إن شاء الله-.

ويمكنك حاليا الحصول على العلم الشرعي والتمكن من بعض فروعه جيدا، وذلك من خلال القراءة المستمرة للكتب والمجلات العلمية، والاستماع إلى الدروس العلمية والمحاضرات والمناظرات، كما يمكنك الالتحاق بالدورات الشرعية المجانية، والدراسة عن بعد، وكل ذلك من خلال الإنترنت ومواقع التواصل، وحتى تحقق هذا الهدف عليك تنظيم وقتك بين عملك وأسرتك واستقطاع وقت لاكتساب العلم الشرعي، بحيث متى تحسنت ظروفك والتحقت بجامعة أو معهد تكون لك خلفية شرعية وثقافية تسهل عليك الدراسة -إن شاء الله-.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً