الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب تسارع دقات القلب، والشعور بالدوار؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ شهر ونصف تعرضت للفحة هواء، أعطاني الطبيب مسكنات لكن لم أتحسن، فذهبت لطبيب آخر للروماتيزم، وعمل لي eco بين الكتف الأيمن والرقبة، فاكتشف التهابا، وصف لي medrol 4mg و mega 6، ومازلت أستعملها، تزامنا مع لفحة الهواء أعاني من صداع حاد خلف الرأس ويمتد إلى الأمام، وينتقل من الجانبين، وعدم اتزان في التحرك، ودوار كأنني سأقع، والشعور بالغثيان، والآلام على مستوى الصدر والظهر، وتسارع في دقات القلب 113 في الدقيقة، وضغطي لا يتجاوز 70/100، وعند تسارع دقات القلب أشعر بنبض قوي خلف الرأس، واهتزاز في الجسم خاصة عند النوم، وأصبحت لدي رعشة خفيفة، وأحيانا أعصاب قدمي أو يدي تشتد وتذهب.

وصف لي الطبيب concor 5mg لكن لم أستعمله لدقات القلب، وقد قمت بتخطيط للقلب، وتحليل للغدة الدرقية، وتحليل الدم والكوليسترول والحديد كلها سليمة، فما الحل؟

هل أذهب لطبيب أعصاب ومخ أم ماذا؟ مع العلم أنه يصاحبني القلق المستمر من الأمراض والفشل في الحياة، وفي أي حدث يقع تتسارع دقات قلبي لحد الشعور بالدوار، وأنا إنسانة عصبية من كثرة الضغطات، ومنعزلة عن الناس، وأتذمر بكثرة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fafa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله العافية وتقبل الله طاعاتكم وصيامكم.

أنا اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، لديك الجانب النفسي وهو قابليتك للقلق وللتوترات، كما أوضحت ذلك، والشكوى الأخرى هي ما حدث لك بعد لفحة الهواء، وأهم عرض من وجهة نظري الصداع الحاد خلف الرأس والذي يمتد إلى الأمام، والشعور بالدوّار وعدم الاتزان، والشعور بالتقيؤ، وذلك ألم الصدر وتسارع في ضربات القلب، ومن وجهة نظري أن هذا الصداع لديك من النوع المختلط بالصداع العُصابي أو الصداع الانفعالي، لأن عملية الميول إلى التقيؤ والشعور بالدوار هذه نشاهدها كثيرًا في الصداع النصفي – أو ما يُعرف بالشقيقة - .

أنا أرى بالفعل أنه سيكون من الحكمة أن تذهبي وتقابلي طبيبًا في الأعصاب، الطبيب سوف يجري لك فحوصات بسيطة، وللاطمئنان إجراء صورة مقطعية للرأس أعتقد أنها ستطمئنك كثيرًا، فاذهبي إلى الطبيب، ولا تنزعجي.

بالنسبة للقلق وللتوترات التي تعانين منها: هذا علاجها سهل، تحتاجين أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة، أدوية مضادة للقلق ومُحسّنة للمزاج، مثل عقار (سبرالكس) من الأدوية الممتازة جدًّا والسليمة جدًّا وغير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية، وأنت تحتاجين له حقيقة بجرعة بسيطة، تكون البداية خمسة مليجرام يوميًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – وهذه الجرعة مدتها عشرة أيام، بعد ذلك تكون الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم يمكن التوقف عن تناول السبرالكس.

ولابد أيضًا أن تركزي على بعض التمارين الاسترخائية، تُوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية إجراء تمارين الاسترخاء، خاصّة تمارين التنفس المتدرج، بالنسبة لتسارع ضربات القلب: السبرالكس سوف يفيدك.

الكنكور الذي أعطاه لك الطبيب - وهو أحد كوابح البيتا – دواء مفيد جدًّا، لكن بجرعة خمسة مليجرام ربما يُخفض الضغط، فإن أردتِّ أن تتناوليه فتناوليه بجرعة 2,5 مليجرام فقط، أو يمكن استبداله بعقار آخر يُسمَّى (إندرال)، والجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً.

عمومًا هذه النصائح يمكن أن يُنظر فيها بعد أن تذهبي وتقابلي طبيب الأعصاب لحسم نوعية الصداع الذي يأتيك، وعدم الاتزان، وأنا لستُ منزعجًا كثيرًا، لكن أودُّ حقيقة أن نقدّم لك أفضل نصيحة طبية، وإن شاء الله تعالى الأمر سوف يُحتّم تمامًا، وأرجو أن تكوني دائمًا شخصا إيجابيا في تفكيرك، في مشاعرك، في إدارتك لوقتك، صِلاتك الأسرية، برِّك لوالديك، حرصك على الصلاة، هذه كلها يجب أن يتم التعامل معها بصورة إيجابية، لأن ذلك يفيد في الصحة النفسية كثيرًا ويرتقي بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً