الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نماذج وصور من البر بالوالدين

السؤال

السلام عليكم.
أريد أن أرضي أبي وأمي أكثر، أريد أن أقوي العلاقة أكثر، كيف؟ هل هناك طرق معينة أو فريدة من نوعها؟
وشكراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...وبعد:

فكم نحن معجبون بهذا السؤال الذي يدلُّ على كمال عقلك وحرصك على الخير، وأبشر فإن رضا الوالدين مفتاح النجاح والفلاح بعد رضا الله الكريم الفتاح، والبر يزيد العمر، ويبارك في الرزق، ويورث صاحبه صلاح الولد، فإن الجزاء من جنس العمل.

وقد ضرب سلف الأمة الأبرار أروع الأمثلة في الإحسان إلى الوالدين، وما ذاك إلا لكمال فهمهم لهذه الشريعة التي تربط بين عبادة الله والإحسان إلى الوالدين، فقد وُجد فيهم من كان يحمل أمه على ظهره ليحج بها، وكان الإمام أبو حنيفة يذهب بأمه لتسأل أهل العلم وهو أعلم أهل زمانه، وما كان يرفض طلبها رغبةً في رضاها، وكان فيهم من تؤنبه أمه وهو يدرس الناس، فتقول له: تعال وأعط الدجاج عشاءه، فكان يترك طلابه ودرسه ليلبي رغبتها، وُوجد فيهم من كان لا يصعد على سطحٍ تحته والدته أو والده، وُوجد فيهم من ظل يُشعل شمعة حتى أصبح وهو في السجن مع أبيه؛ من أجل أن يُدفئ له ماء الوضوء في الليلة الشاتية، بل وُجد فيهم من كان يتولى من والديه ما تولى منه في الصغر من التنظيف ونحوه دون ضجر أو ملل، واتصل برهم لآبائهم بعد ممات الوالدين، كما فعل ابن عمر مع الأعرابي الذي كان أبوه صديقاً لعمر، ثم قال رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه).

ومما يُعينك على زيادة البر والإحسان ما يلي:

1- اللجوء إلى الله فإنه الموفق لكل خير.

2- معرفة أن الإحسان إلى الوالدين طاعة لله تجلب فلاح الدنيا ونجاة الآخرة.

3- الرغبة في الفوز برضا الوالدين ودعائهما؛ فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة.

4- تلمس رضاهما، وتجنب الموضوعات التي تضايقهما.

5- الإحسان إلى من يحبونه.

6- كثرة التردد لزيارتهما، والحرص الشديد على خدمتهما.

7- إظهار الشفقة عليهما، خاصةً عند مرضهما وضعفهما، قال تعالى: (( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))[الإسراء:23].

8- الاهتمام بهما، وتحسين وضعهما إذا أعطاك الله مالاً ورفعة.

9- الافتخار بهما، والاعتزاز بأبوتهما، وتجنب ما يفعله بعض السفهاء من التنكر لهما عند كبرهما.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر شروق

    الوالدين احسن حاجة فى الدنيا ومن غيرهم احنا منسواش

  • السعودية غدي

    احب أمي أكثر من اي شخص

  • علي

    انا أحب امي واجد واجد


  • السعودية مريم. تركيا

    بر الوالدين شئ مهم للغاية

  • الجزائر mey mouna

    الوالد أوسط أبواب الجنة (مقتبس من حديث سيد الخلق و البشرية جمعاء-صلى الله عليه و سلم-)-إخواني أخواتي صلوا عليه وسلموا تسليما كثيرا-

  • السعودية لينا

    أنا أحب أمي



    أمي انتي في حياتي كل شيء

  • أمريكا أنس الصرمي

    امي وأبي لولاهم في الحياة الله يحفطهم يارب العالمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً