الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضاعت عمرها في انتظار حبيبها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة والحمد لله متدينة وملتزمة بالحجاب، وأصلي الصلاة في أوقاتها وأقرأ أذكار الصباح والمساء، وأقرأ القرآن الكريم يومياً، التقصير الوحيد بالنسبة لي هو عدم المواظبة على صلاة الفجر، ولكني أقوم لصلاة الليل، والحمد لله على قدر من الجمال وخجولة ومحترمة بشهادة الجميع ممن حولي، أبلغ من العمر34 عاماً، كنت تعرفت على زميل لي منذ حوالى6سنوات، هذا الشاب أصغر مني بحوالي سنة و10 شهور أثناء الدراسة التكميلية بالجامعة (ملحوظة : الدراسة في هذه الجامعة يوم واحد فقط في الأسبوع، أي كنت أرى زميلي هذا مرة واحدة في الأسبوع).

وبعد حوالي 3 سنوات أراد زميلي هذا التقدم لخطبتي، وبالفعل حضر ومعه والدته وأخته الكبرى، وحضر هذه الزيارة والدي وخالي وجدتي؛ لأن والدتي متوفاة، وأثناء هذه الزيارة عندما خرجت لأسلم على والدة زميلي وإخوته شعرت بأن والدته متعجلة للانصراف وغير مرحبة بالموضوع من غير ما تراني.

وبعد الزيارة علمت من زميلي بأنها وصفتني له بأني إنسانة طيبة ومحترمة وتريد العيش ولكنها غير موافقة على اكتمال الموضوع من غير سبب، رغم أن زميلي سألها هل لأنها أكبر مني بسنة و10 شهور؟ أجابته أن هذا ليس السبب ولكنها غير مرتاحة لهذا الموضوع وخلاص، رغم أني وقفت بجوار زميلي هذا قبل التقدم لخطبتي عندما ترك العمل السابق للعمل الحالي، حيث إنه بعد ما الشركة السابقة طلبت منه تقديم استقالته أبلغني بأن أرتبط بأي أحد يتقدم لي لأنه لا يريد أن يكون سبباً في تعطيل زواجي، ولكني رفضت التفكير في هذا ووقفت بجانبه حتى ربنا رزقه بعمل أفضل بكثير، حتى بعدها جاء لخطبتي.

ولكنه لم يشرح لوالدته المواقف التي استحملتها حتى يتقدم لخطبتي، وهي الآن وبعد مرور 3 سنوات و4 أشهر على هذه الزيارة حتى الآن لم يحصل خطوة جديدة في الموضوع وهو لا يعرف ماذا يفعل معها حتى يقنعها، إنه لا يستطيع الارتباط بأي إنسانة أخرى لدرجة أنه أشار علي بالارتباط به بدون علم أمه وأهله بعد ما استنفد كل الحلول معها، ولكني لا أعلم ماذا أفعل بعد ما توفي والدي منذ سنتين وأعيش أنا وأخي الأصغر مني بمفردنا، ولأني أنا كذلك متمسكة به وكنت أرفض أي أحد يتقدم لخطبتي، وبهذا يكون الموضوع أخذ حوالي 6سنوات من بدايته حتى الآن، فهل بعد كل الانتظار والسنين ذي كلها أتركه؟

ولكنى كلما أقول: خلاص أنا سأبعد ألاقي نفسي لا أستطيع الارتباط بشخص غيره، أستحلفكم بالله أن تشوروا علي ماذا أفعل، وهل من حل يفعله مع أمه لكي تقتنع؟ وهل لو تزوجني بدون موافقتها يكون بذلك عاقاً لوالدته؟ وهل هذا أمر طبيعي أن ترفض من غير سبب؟ أنا أشك أن أحداً قام بعمل سحر لي؛ لأني من الحين والآخر كنت أجد سائلا أمام باب شقتي، أريد مشورتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abeer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعوضك خيراً، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنني أرى أن فترة انتظار هذا الشاب قد طالت جداً، وأنك قد أدخلت نفسك قفص العنوسة أو قريباً منها ونسيت أن الزمن يمر بسرعة ويعمل عمله في المرأة أكثر من الرجل، وأن هذه السنوات الست كانت كفيلة بأن تجعلك زوجة وأماً لأطفال يملئون حياتك سعادة وبهجة وسروراً، وأرى أن تتخذي موقفاً واضحاً ومحدداً وصارماً من أجل مصلحتك، ودعي هذه العواطف جانباً؛ لأن مثل هذا الشاب قد يصعب عليه إقناع أمه بك وإلى متى تنتظرين؟ حتى تموت؟ من أدراك من الذي يموت أولاً، أنت فتاة ولديك مواصفات طيبة يتمناها كل رجل عاقل، ولكن إلى متى الانتظار؟

ثم فكرة الزواج بدون علم أمه فكرة أيضاً غير صحيحة ولا سديدة؛ لأن من عجز عن إقناع أمه بك لن يكون بمقدوره أن يدافع عنك أو يحتفظ بك أمام رغبة أمه، وبالتالي سيتخلى عنك لتصبحي امرأة مطلقة لا يرحمها أحد، بل وقد تكونين حاملاً أو لديك أطفال، فماذا ستفعلين في هذه الحالة؟

وفوق ذلك فإن مخالفته لرغبة أمه وزواجه منك بدون علمها فيه محاذير شرعية أنت في غنى عنها؛ ولذلك أرى ضرورة وضع حد لهذه العلاقة وهذا التعلق في أقرب فرصة حتى لا تفوتي على نفسك فرصا أخرى، اتركي قرار إقناع أمه وأمهليه فترة مناسبة ثم اعتذري له إن لم يفلح في إقناع أمه التي رفضتك بدون سبب.

وأما وقوفك معه فهو شيء لا يجعلك تضحين بحياتك وشبابك، واحتسبي ما صنعته معه عند الله ولك أجره إن أردت به وجه الله، وكفى خسارة -يا أخت عبير- لأن الوقت ليس في صالحك ومسألة الحب والتعلق ستعالج مع الأيام، وربما ترزقين برجل صالح يملأ حياتك سعادة وقلبك حباً وهذا وارد جداً، ولا ينبغي للعواطف أن تقعدنا عن الحياة والحركة على أمل أن تتفضل صاحبة الجلالة أمه لتوافق عليك بعد عشرات السنين.

أفيقي -أختي عبير- وانتبهي إلى نفسك ولا تنتظري سرابا قد لا يتحقق، واستعملي عقلك الذي حباك الله به ورسولك يقول: (احرص على ما ينفعك) فواجب عليك ذلك وهذه العاطفة سلي الله أن يحولها إلى غيره ممن يستحقك ويكون زوجاً لك.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً