الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب القلق والفزع الذي أشعر به أثناء النوم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت بداية طفولتي عادية مثل بقية الأطفال، وتغيرت حياتي منذ التحاقي بالمدرسة، وضربي من أحد التلاميذ الذين يكبرني بالسن والدراسة خارج المدرسة، وكم تمنيت الآن بعد هذه السنوات لو أنني أقابله لاقتص منه، من تلك الفترة بدأت أشعر بالخجل، وقلة خروجي من البيت، فأنا الأوسط من بين إخوتي الذكور، إضافةً إلى عدم تحميلي أي مسؤولية من قبل والدي، الذي اعتمد على أخي الأكبر.

الآن أنا متزوج ولي ولد واحد وخمس بنات، المشكلة التي تواجهني هي أنه عند الإقدام على أي عمل مثل صيانة البيت من سباكة أو ترميم أو تأثيث أو إنهاء بعض المعاملات في الدوائر الحكومية، تنتابني حالة من ضيقة الصدر والقلق والفزع أثناء النوم، حتى إنني أشعر بأنه سيغمى علي، وأشعر بأني بحاجة إلى البكاء، وعندما يقوم ابني أو أخي أو أحد زملائي عني بتلك الأعمال وإنجازها تذهب عني هذه الأعراض، فألوم نفسي وأوبخها على عدم القيام بتلك الأعمال، وحتى الآن وبعد إحالتي على التقاعد لا زلت أعاني منها.

آمل مساعدتي على تجاوزها، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت – أخي الكريم – تعاني من قلق اجتماعي أو رهاب اجتماعي منذ فترة طويلة، ولعلّ المشكلة التي حصلت وأنت صغير لها دور في ذلك، والحمد لله أنك طبعًا عشت طيلة هذه السنين بهذا الرهاب الاجتماعي وتزوجت وأنجبت، والآن تقاعدتَّ للمعاش، يعني تعايشت وتكيّفت على هذا الوضع، وما زلت تعاني من هذه الأعراض التي صارتْ تأتي في شكل قلق أو ضيق وتوتر، وأنت بصدد القيام بشيء ما أو الذهاب إلى مقابلة أناس في الدوائر الحكومية.

أولاً: للعلاج أهم شيء ألَّا تُوكل هذه الأمور لشخص آخر، واصل – أخي الكريم – متابعة هذه الأشياء بنفسك، حتى وإن كنت تحس بالضيق والتوتر، لأن الإحجام عنها يزيد منها، ولا يُخفف من هذه الأعراض.

ثانيًا: طبعًا هناك أدوية يمكنك استعمالها، وإن شاء الله تساعدك في هذه الأشياء، ودواء الـ (سبرالكس/استالوبرام) عشرة مليجرام، دواء فعّال في هذه الحالات، ابدأ بنصف حبة بعد الإفطار لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك انتقل إلى حبة كاملة، واستمر عليها حتى بعد زوال هذه الأعراض، ومتابعة أعمالك، حتى تختفي، وتحتاج أن تستمر على الدواء لفترة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك قم بالتوقف عنها بالتدرّج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً