الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من ضغط العمل والقلق الذي أشعر به؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري ٢٩ سنة، متزوج ولدي طفل، تركت وظيفتي واتجهت للعمل الحر، حيث افتتحت لنفسي مزرعة دواجن لإنتاج بيض المائدة، واستمر العمل بها حوالي ١٤ شهرا، وخلال هذه الفترة تعلمت كثيرا، وفي نفس الوقت مررت بمصاعب ومشاكل كثيرة، وكثيرا ما كنت أصاب بالهم والضغط النفسي بسبب الخوف على الطيور وعلى المال؛ لأنني وضعت بها كل ما أملك، أيضا كان معي شريك يضع أيضا كل ما يملك بها، فكانت المسئولية مضاعفة والحمل كبيرا؛ لأنني كنت أقوم بإدارتها وحدي وكانت خبرتي متوسطة، لكني كنت أبذل الجهد الكبير، وأذكر نفسي دائما بأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

كان هناك الكثير من التحديات والعقبات، وكنت أعمل حوالي ١٢ ساعة يوميا، لدرجة أنني كنت أنام وأنا أفكر في حلول لمشاكل المزرعة من صحة الطيور، ومشاكل العمالة، وحال السوق المتذبذب وتفاصيل أخرى، قلما كان يمر يوم وأنا أشعر فيه بالطمأنينة والسلام النفسي، وقلما كنت أستمتع بيوم إجازة بسبب كثرة ضغط العمل، هذا كان حالي طوال الفترة السابقة التي انتهت بهامش ربح بسيط ولله الحمد.

الآن توقف العمل، وحاليا في فترة إجازة لمدة شهر بسبب أعمال الصيانة ورفع كفاءة المعدات وما شابه ذلك، استعدادا لدورة جديدة، ونويت أن أستغل هذا الشهر من أجل تعزيز موقفي في دراستي للماجستير وقراءة بعض الأبحاث والمراجع، والتي كنت قد توقفت عنها منذ فترة بسبب ضغوط الحياة والعمل وهكذا.

سؤالي: خلال هذا الشهر عند تعرضي لأقل مشكلة تخص حياتي أو عملي أصاب بالهلع والقلق والاضطراب وعدم القدرة على التحمل، فما الحل؟ مع العلم أنني مصاب بالسمنة وأحاول التخلص منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً العمل الخاص والعمل الحر له ضغوط كثيرة، وبالذات في عالمنا العربي، ولكن الحمد لله واجهتَ هذه الضغوط ونجحت بدرجة كبيرة، وحققت ربحًا، لأن في كثير من الأحيان قد يخسر الإنسان رأس ماله الذي يضعه في العمل الحُر، فقد اجتزتَ كثيرًا من التحدِّيات، وهذا طبعًا يحسب لك بإذن الله، ويزيدك ثقة في نفسك.

يجب عليك – طالما أخذت إجازة – أن تكون الإجازة كاملة فعلاً، ولا تستغلّها لأي شيء آخر بعد ضغط العمل الطويل، وحاول أن تجد وقتًا لدراسة الماجستير أثناء العام، يعني: في فترات محددة، واجعل هذا الشهر إجازة كاملة من كل الأعمال والدراسة، فهذا يُريحك نفسيًّا كثيرًا.

عليك – أخي الكريم – بالرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميًا، فالرياضة تُساعد في تخفيف الوزن، وأيضًا تُساعد في الاسترخاء، ولكن يجب أن تكون رياضة يومية وباستمرار، لا تفعلها لفترة أسبوع أو أسبوعين ثم تتوقف بعد ذلك، وليكن عندك هوايات أخرى، ويا حبذا لو كانت هوايات حركية، حتى تتخلص من التفكير السلبي وأفكار الهلع والقلق، وأنا على ثقة بأنك إذا فرغت هذا الشهر للإجازة ومارست الرياضة وأشياءً أخرى – هوايات أخرى مُحببة إلى نفسك – وابتعدتَّ كثيرًا عن جوّ العمل وجوّ الدراسة فإن هذا سيساعدك كثيرًا في تهيئة نفسك للعودة للعمل من جديد.

الشيء الآخر: أيضًا بالرغم من أنك تعمل ساعات طويلة – 12 ساعة في اليوم – فيجب أن يكون عندك على الأقل يوم في الأسبوع كإجازة، لكي تبتعد عن جوّ العمل وتسترخي.

واضح أنك من الشخصيات القلقة التي تحمل همًّا كثيرًا، وتهتمَّ بالإنجاز وبدقائق الأمور، وهذا يتطلب منك دائمًا أن تبحث عن طرق الاسترخاء حتى تُقلِّل من الضغوط على نفسك، ولا تنسَ طبعًا الالتزام بالصلاة، صلاة الجماعة، والمحافظة على الأذكار وقراءة القرآن والدعاء، فهذه أيضًا تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً