الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أود خطبة فتاة ولكني غير مقتدر ماديًا، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا على موقعكم، وأدامه خيرا للأمة.

أنا شاب من أسرة ملتزمة ومتوسطة ماديا، عمري 18 سنة، أرغب بالزواج وبشدة،عرفت فتاة أراها مناسبة لي كزوجة خلقا ودينا وتربية، والأنسب كتوافق في التفكير والمبادئ والعقلية والأسلوب، ومُصِرّ عليها -بإذن الله-.

بفضل الله رغم صغر سني نسبيا، إلا أنني أعرف ما ليس بالقليل في أمور الأسرة والزواج والتربية وما إلى ذلك، ومستمر في تعلمها وفهما، وفي العلوم الإسلامية أحاول التعلم قدر المستطاع، ومعرفة وفهم الدين، وما علي من حقوق وواجبات تجاه نفسي وغيري، ليُنار طريقي في الدنيا والآخرة بالعلم والمعرفة (لا أدعي العلم ولكن الرغبة بالتعلم).

الفتاة تصغرني بعامين، ولا تقل عني علما ونضجا.

بدأت بتعلم البرمجة حتى أؤسس بها نفسي ماديا في بداية دراستي الجامعية، وهذا مضمون -بإذن الله-، ولربما رزقني الله بها خيرا مما أتصور.

فحسب التخطيط المادي بعد ثلاث سنوات لكي أتمكن من تأمين مصاريف الزواج والبيت، وأكون مرتاحا ماديا، وهذه الفترة تطول وتقصر بتوفيق الله قبل اجتهادي.

لهذه الظروف المادية، ولعمر الفتاة وعمري، هل أتقدم لخطبة الفتاة، أو أعلمها وأهلها برغبتي، أو أبقيها سرا لمدة ثلاث سنوات، حتى عمر 21 سنة، حيث أصبح مقتدرا وتصبح هي بعمر 19 سنة لكي يوافق أهلها علي؟

علما بأني بحثت في الموضوع ولم أجد جوابا حول متى أخطب؟ وكنت أتوقع أن مدة الخطبة ستطول، وهل أعلمها أم لا، وكيف أقنع أهلي وأهلها بعدم الخشية من الفقر، وأن الله يفتح أبواب الرزق لمن يتزوج ابتغاء وجه الله وفضله؟

أرجو نصحكم ودعاؤكم لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

مرحبا بك، ونسأل الله ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

- بداية أحيي فيك حرصك على تعلم أمور دينك، وتعلمك للطرق الحسنة في تكوين الأسرة السعيدة، وطموحك في عملك يكون مستقبلك على أحسن حال، وهذه كلها عوامل تبشر بأن حياتك ستكون إلى الأفضل.

- بالنسبة لخطبة الفتاة التي عرفت عنها حسن التدين وحسن الأخلاق، فالذي أنصح به أن تتقدم لخطبتها بحسب العرف، وأخبر أهلها بأنك ما زالت تكون نفسك، ويمكن أن تؤخر الزواج إلى الوقت الذي تراه مناسبا، واتوقع أن أهلها قد يقبلون وابنتهم مازالت صغيرة، ولا أظن أنهم سيطلبون منك تعجيل الزواج، وأرجو أن لا تتأخر في الخطبة؛ لأن الفتاة قد يتقدم لخطبتها غيرك.

- بخصوص الأهل وأنهم يرون أنك ما زالت في بداية مشوار حياتك، وأنه ليس لديك المال الكافي للزواج، بين لهم أن الرزق مكتوب، وبين لهم ما أنت عليه من جهد لتحقيق الاستقرار المادي لديك، وأقرأ عليهم قول الله تعالى: "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" [سورة النور آية ]، وقول الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف" رواه الترمذي.

كلما كان الشاب المسلم يقصد العفاف في زواجه، فإن الله يفتح عليه من الخيرات، ويعينه في الوصول إلى مقصوده.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً