الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصبح جريئة وأتخلص من الخوف والخجل؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ صغري ولدي خوف وفزع من كل شيء، حتى من أتفه الأمور، ودائماً أضع نفسي في مكان أي شخص تحصل له مشكلة، وأتعب نفسيا، وأبكي لفترات، كما أن عندي خجلا من الناس، ولا أستطيع أن أتحدث معهم حتى عبر الاتصال الصوتي، ودائماً أختلق أحداثا حزينة بالرغم من أني أعيش حياة طبيعية، كما أتذكر أمورا حدثت عندما كنت طفلة، فقد تعرضت لسوء فهم، وعوقبت ظلما، ولم أدافع عن نفسي لكوني طفلة، فأصبحت لا أستطيع الدخول في حوار نفسي، وأبكي، فكيف أتخلص من هذا الخوف والتفكير، وأكون جريئة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن لا تعيشي في الماضي، ويجب أن لا تعتبري تجارب الماضي كلها سيئة، ولا تنقلي الماضي للحاضر ولا للمستقبل، فإن كنت تعانين من الفزع والهرع والخوف في مرحلة الطفولة فكثير من الأطفال قد عانوا من ذلك، لكن بعد أن يصل الإنسان لمرحلة الإدراك والاستبصار في مثل عمرك هذا يجب أن تحرري نفسك من هذه المشاعر، وتكوني إنسانة فعالة، إنسانة محاورة، تطوري من ذاتك، وهذا يأتي من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي ومن الفعاليات، ولا تقللي من قيمة ذاتك أبداً، وعليك بالرفقة والصحبة الطيبة.

ادخلي في حوارات ونقاشات مع زميلاتك، حضري مواضيع للنقاش، على مستوى الأسرة مثلاً يمكن أن تكون هنالك جلسة أسبوعية تناقش فيها شؤون الأسرة، واخرجي دائماً بأفكار جيدة، وأفكار مفيدة ونافعة للأسرة، وادخلي مثلاً في حلقة قرآن الآن عن طريق الزووم والبرامج الأخرى، فالحمد لله تعالى هناك حلق القرآن منتشرة بين الفتيات والنساء، وهذه كلها فيها تطوير كبير لك ولشخصيتك ولإخراجك من الخوف والخجل الذي كان في مرحلة الصغر.

أنت تعملين في وظيفة استقبال، وهذه وظيفة جيدة جداً من أجل التفاعل الاجتماعي، فاحرصي من خلال وظيفتك أن تطوري ذاتك، واعرفي أن هنالك أسسا في التواصل الاجتماعي، أولاً الإنسان لا بد أن يراعي نبرة صوته وتعابير وجهه ولغة جسده، احرصي دائماً على تطوير هذه الأسس التفاعلية في ذاتك، وأيضاً يمكن أن تدخلي في حوارات في الخيال، اجلسي مع نفسك مثلاً وتصوري أنك تقدمين محاضرة أو نوعا من البريزنتيشن، وابدئي في الإلقاء، وأنا أعرف حتى من يقوم بتسجيل هذه التمارين التي هي في الخيال، لكنها يمكن أن تلامس الواقع حقيقة، وهذه مفيدة جداً أن تتصوري أنك أمام جمع من الناس من طلاب، الأساتذة، محاضرة عامة، أي شيء من هذا القبيل، وتحضرين الكلام الذي تنوين إلقاءه وتحضريه تحضيراً جيداً، خذي الأمر بجدية كبيرة، فكثير جداً من المفوهين والمتفوقين جداً في المخاطبات الجماهيرية علموا نفسهم من خلال هذه الممارسات، وأخرجوا نفسهم من الخجل تماماً، هذه هي الأشياء الأساسية للتخلص من الخجل والانكباب على النفس، وعيش الحاضر بقوة والمستقبل أيضاً بأمل ورجاء.

هنالك أدوية كثيرة جداً نستعملها أيضاً في هذه الحالات، ومعظمها أدوية سليمة وفاعلة، أنا لا أرى حالتك حقيقة تحتاج لدواء في هذه المرحلة، طبقي ما ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى سوف تحسين أن الخوف والتوتر على المستوى الاجتماعي بدأ في الانحسار، وأصبحت شخصيتك أكثر قوة وثقة وإقداماً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً