الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الاكتئاب لم يعد لها تأثير، فهل يمكنكم مساعدتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الاكتئاب منذ فترة طويلة، وبعد إلحاح أحد الأقارب راجعت طبيبا نفسيا في أواخر 2016.

بدأت بسيبرالكس وتحسنت حالتي جداً عليه، وبعد شهور شعرت بأن العلاج ليس له أي تأثير، أخبرت الدكتور ووصف لي علاجا معه، وتكررت المشكلة مع العلاج الجديد وبشكل أسرع، فألغى السيبرالكس وأضاف علاجا جديدا، مع الوقت بدأت أحس أنه لا جدوى من العلاجات، ودخلت في دائرة صعبة جداً، وانتهت الآن بتناول علاج اسمه (bupropion) أتناول 150ملجم صباحاً و150 ملجم مساءً، وأتممت مدة شهر على نفس العلاج.

اختصار حالتي وتأثير العلاج الجديد أنني فكرت في الانتحار خلال هذا الشهر، وفكرت أكثر من 20 مرة، أفكر به بصورة يومية حتى أنهي معاناتي.

ما نصيحتكم لي، فأنا تعبت من الأدوية، ومن تجارب الأطباء، وأشعر بأنه لا جدوى من كل ذلك، أفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاكتئاب – أخي الكريم – قد يكون هناك أشياء تجعله يستمر لفترة طويلة، ومن ضمن هذه الأشياء أحداث الحياة أو المشاكل الحياتية، إن كنت تواجه مشاكل في حياتك – سواء في العمل أو سواء في الأسرة – فهذا بدوره يؤدي إلى استمرار الاكتئاب، وعدم استجابته للأدوية، فيجب إذا كانت هناك هذه الأشياء موجودة التعامل معها عن طريق العلاج النفسي.

أيضًا الاكتئاب مع تناول الأدوية يستجيب للعلاج السلوكي المعرفي، فإذًا تحتاج – أخي الكريم – إلى مراجعة معالج نفسي مع الطبيب النفسي، لعمل علاج سلوكي نفسي معرفي، أو علاج نفسي دعمي، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: عليك متابعة الطبيب النفسي باستمرار – أخي الكريم – وعدم أخذ الدواء بدون مراجعة طبيب، وتحتاج – كما ذكرت – إلى علاج نفسي وإلى شخص تتكلم معه (معالج نفسي)، وبالذات التحدُّث والتكلُّم عن هذه الأفكار التي تراودك في الانتحار والتخلص من الحياة.

كثير من الأحيان بمجرد التحدُّث مع شخص – وبالذات إذا كان معالجًا نفسيًّا – عن هذه الأشياء يشعر الشخص بالراحة. هذا من ناحية العلاج النفسي.

من ناحية العلاج الدوائي – أخي الكريم -: طبعًا أدوية الاكتئاب كثيرة جدًّا، وبعض المرضى قد يستجيبون لأدوية بعينها ولا يستجيبون لأدوية أخرى، وهذا معروف، وليس هناك بديل غير أن يُجرِّب الشخص أدوية الاكتئاب المعروفة، وأحيانًا الأدوية القديمة – بالذات أدوية الاكتئاب النفسي ثلاثية الحلقات – قد تكون أكثر فعالية في الاكتئاب الشديد، مثل الـ (إميبرامين Imipramine)، أو الـ (اميتربتالين Amitriptyline) أو (كلوميبرامين Clomipramine).

إذًا اكتب هذه الأسماء لهذه الأدوية في ورقة – أخي الكريم – وقم بزيارة الطبيب في مرة قادمة، وناقش الطبيب في موضوع العلاج النفسي، سواء كان علاجًا نفسيًّا داعمًا، أو علاجًا سلوكيًا معرفيًا، وبالتالي يحولك الطبيب إلى شخص يعرفه هو يُساعدك في هذه الأشياء.

وكما ذكرت – أخي الكريم – إذا كانت هناك مشاكل في حياتك فيجب محاولة حلّها، لأنها تؤثّر في الاكتئاب وتؤثّر في الشفاء من الاكتئاب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً