الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التفكير إلا في رضا الناس.. كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أتمنى أن يتم الجواب على سؤالي؛ لأنني حقا متعبة من وسواس رضا الآخرين.

أنا فتاة لدي وسواس وقلق تجاه رضا الناس، لا أستطيع التفكير إلا في رضا الناس، عندما أرى شخصا ما منزعجا من سؤالي، قولي له دائما يكون: هل أنت غاضب مني؟ هل فعلت لك شيئا أزعجك؟ بالإضافة إلى أنني ليس لدي ثقة بالنفس، بالرغم من أن الجميع يقول لي بأنني جميلة، ولكن أنا لا أشعر بهذا لا أحب نفسي أبدًا، ولا أحب الاجتماعات مع الأقارب؛ لأنني أخاف أن أقوم بفعل شيء يزعج الآخرين، بالإضافة إلى أنني أكره التغييرات في أي شيء، حتى وإن كان شيئا سيئا بحياتي، ولكني اعتدت عليه، لا أحب أن يتغير ابدا.

أتمنى أن تقولوا لي الحل؛ لأنني حقا سئمت، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ضيفة على موقعنا وجزاك الله خير جزاء، وسوف أبدأ من حيث انتهت رسالتك وقلت :"أتمنى أن تقولوا لي الحل؛ لأنني حقا سئمت"، والحل موجود بإذن الله تعالى.

ابنتي: جميعنا نرتاب من نظرة الآخرين إلينا؛ إذ أننا نبقى دائما في محاولة لإثبات لمن حولنا أننا نتمتع بمزايا حميدة وصفات مميزة، ولكن هناك من يبالغ في هذا الموضوع وذلك يرجع لمنسوب الثقة في النفس لدى الفرد، فإن كان متدنيا فهو يعيش جاهداً أن يحصل على رضى الآخرين عنه، وينشغل بالتفكير في الطريقة التي يراه بها الآخرون في كل عمل له، في حديثه، في لباسه، في سلوكه، وغيرها.

ابنتي: الخطأ هو خاصية بشرية، ولا يمكن أن نتصور أنه بمقدورنا نيل إعجاب ورضى كل من حولنا، حاولي أن تنالي رضى رب العالمين، فهو الهدف الأسمى للإنسان، ثم رضى الوالدين، وهذا الأهم، وأما دائرتك الاجتماعية فأنت مطالبة فقط بإظهار التفهم وعدم إثارة الغضب.

أنت تمرين في عمر المراهقة، وفيه تتعرض الفتاة إلى تغييرات نفسية وجسمية، كما يعاني معظم المراهقين من فقدان الثقة بالنفس، ولكنها مرحلة وتمر بإذن الله تعالى، وكل ما علينا هو معرفة كيف نتخطاها بسلام، وإليك بنيتي بعض النصائح المفيدة أرجو الأخذ بها: عليك أن تعززي من ثقتك بـنفسك، ليكون بمقدورك التطور من دون خوف من أحكام الآخرين ورضاهم عنك، وعليك أن لا تكرري سؤال إن كان الآخرون راضين عنك حتى لا تصبحي هدفا للتسلية عند بعض الاشخاص، وحتى لا تحدي من قدرتك على الإرتقاء بذاتك وأن تعيشي كما تريدين أنت وليس الآخرون وكما تتمنين انت وليس غيرك، وربما تسألين هل من الممكن ذلك؟ نعم ذلك ممكن ومن خلال هذه الخطوات:-

- عبري عن رأيك وقولي: لا أريد، عندما لا يناسبك الأمر، وقولي: نعم، وبجرأة، عندما يكون الحق معك، فالإسلام بحاجة إلى فتيات قويات شامخات، ومعتزات بدينهن، وصاحبات قلب قوي عند حسم الأمور، فلا تكوني تلك الفتاة المترددة الحائرة التي تختبئ خلف خيالها، وهي لم تخطئ، وكل ما يسيطر عليها هو الشعور بالخوف والقلق، والذي يزول عند ذكر الله عز وجل، فمن كان الله معه لا يخاف من شيء، فكوني أكثر ثقة في الله تبارك وتعالى أولًا، ثم في نفسك، وهذا كل ما تحتاجينه.

- ارفعي من قدر نفسك، واعلمي أن محبتك لله أولاً، ثم لنفسك، ثم الآخرين، سوف يجعل منك فتاة جديدة وقوية، مقبلة على الحياة بروح الثقة بالله، وليكن هذا شعارك في الحياة؛ وهذا سوف ينعكس إيجابيًا على طريقة تفكيرك.

- اهتمي بصحتك النفسية، فأنت في عمر الزهور، ولا تعطي الأمور أكثر من حجمها، وركزي في مستقبلك، وليكن هدفك في الحياة التميز والارتقاء بالعمل والحصول على شهادات علمية.

- أنصحك بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة بما تسمح لك الظروف.

- حافظي على تأدية الصلوات في أوقاتها، فهي نور الحياة والبصيرة.

مع تمنياتي لك بالفرج القريب من الله، وبحياة طيبة ومباركة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً