الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الرجل بفتاة أصغر منه بثلاثة عشر عاماً

السؤال

السلام عليكم

أريد الارتباط بفتاة تصغرني بحوالي 13 سنة، أقصد ارتباطاً شرعياً، لكن أجد تخوفاً من فارق السن، هل لهذا الفارق تأثير على الزواج أو يمثل أي عائق حتى من الناحية الاجتماعية، أي نظرة المجتمع؟

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الغني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فليس هناك مانع من الارتباط بفتاة تصغرك ولا حرج من الناحية الشرعية، فقد تزوج رسولنا صلى الله عليه وسلم من عائشة وهي بنت تسع سنين وكان عمر رسولنا صلى الله عليه وسلم قرابة الخمسين، وعاشت في أسعد حياة عاشها إنسان، وتزوج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه وكان الفارق في السن قريباً من الخمسين عاماً.

والدراسات الطبية الحديثة تثبت أن قدرة الرجل على الإنجاب عالية وطويلة المدى بخلاف المرأة، ولذلك فإن الأصل هو الإسراع بتزويج الفتيات إذا بلغن، وفي ذلك حفظ للمجتمع وصيانة للفضيلة وتكثير لعدد المصلين الموحدين الذين يفاخر بهم رسولنا صلى الله عليه وسلم يوم الدين، ولاشك أن نجاح كل زواج متوقف على حسن الاختيار والحرص على تقديم الدين، ثم النظر في الأسرة التي ينوي الإنسان الارتباط بها؛ فإن النساء يلدن أشباه أخواتهن وأهلهن، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأشياء التي تنكح المرأة لأجلها، فذكر الجمال والحسب والمال ثم وجهنا فقال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وكل عيب وخلل يصلحه الدين لكن نقص الدين لا علاج له.

وإذا كان التقارب في العمر والتشابه في الثقافة والتشاكل في الخلفية الاجتماعية من الأمور التي تعين على الوفاق، فإنها أحياناً تجعل المرأة تشعر بالندية للرجل وعدم الاحترام له؛ لأنها تملك نفس الشهادات الدراسية، وربما كان تقديرها العلمي أرفع، وكيف تطيعه إذا كانت تشعر أن حظها من الثقافة أعظم من حظه؟! أما الصغيرة فإنها تشعر بأنها زوجة وتلميذة مطيعة تتعلم من زوجها وتفتخر بثقافته وفهمه للأمور وتراه قدوة ومثلاً، وهذا أدعى للوفاق وأيسر في القياد خاصة إذا لاحظنا أن أطفال اليوم أكبر من أعمارهم في فهمهم لأمور الحياة.

أما نظرة المجتمع فأرجو أن لا تعطيها أكبر من حجمها، واعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك والعاقل يطلب رضوان الله، وعليه فلا مانع من الزواج إذا كانت الفتاة موافقة؛ لأن الإسلام يبني الحياة الزوجية على الرضا التام.

ونوصيك بتقوى الله ورعاية حق الزوجة، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً واحرص على أن تكون مراسيم الزواج شرعية.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أحمد

    جزاكم الله خيرا
    لقد طمأنتنى كثيرا بعدما أحزننى الرويبضة على شبكات الإنترنت بعدم صلاحه
    شكرا جزيلا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً