الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي ترفض النوم لوحدها، فكيف أتصرف معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنتي بعمر 6 سنوات، متعلقة بي كثيرا، وترفض النوم في الغرفة مع أختها ذات الأربع سنوات، حاولت معها بكل الطرق لكن بدون جدوى، وعندما أرفض النوم معها تبدأ بالبكاء والتوسل إلي، وتطلب أن أمسك يدها وأبقى معها، فأصبحت أرغمها على البقاء في فراشها، وأطلب منها إغماض عينيها حتى تنام، فهل هذا التصرف خاطئ؟

مع أني استخدمت أسلوب اللين والرفق معها، وذلك لم يزدها إلا تعلقا بي، مع العلم أنها الأخت الكبرى وأنها لا تخرج إلا برفقتي أنا ووالدها لظروف فوق طاقتنا، وليس لها صديقات سوى أختها، تمضى اليوم معها في اللعب و الشجار، وكذلك أختها تنام عادي ولا تبحث عني.

أرجوكم أعطوني الحل والأسلوب الصحيح للتعامل معها، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في حال مشكلة ابنتك المتمثلة بإصرارها على عدم النوم في غرفتها، فإننا نقترح عليك الأساليب العلاجية التالية لحل المشكلة:

1- ضعي روتيناً محدداً لموعد النوم والاستيقاظ أيضاً، ولا تُغيري هذه المواعيد إلا في المناسبات الخاصة، كما يجب أن تكون الساعة التي تسبق النوم مباشرة فترة هدوء واسترخاء لابنتك، ولذا فهي ليست وقتاً للعب الخشن مع الطفلة أو لمشاهدة برامج التلفزيون المرعبة أو البرامج التي يحضرها الأبوان، كما أن تقديم طعام خفيف للطفلة قبل النوم أو الحمام الدافئ يمكن أن يُساعد في إعدادها للنوم.

2- قومي بإشعار الطفلة أنه بعد عشر دقائق سوف تذهب إلى النوم، ولا تفاجئيها بقولك: "هيا اذهبي إلى النوم الآن" فالمفاجئة تجعل الطفلة تبدأ بالمقاومة، والبحث عن أعذار مثل: أخاف أن أنام بمفردي، غرفتي مخيفة، أن لا أشعر بالنعاس، أريد السهر معكم. وغيرها من حجج الأطفال.

3- حاولي أن تقرني النوم بأقصى درجة ممكنة من المسرات والمحبة والاسترخاء. كأن تقرئي لها قصة، أو تلاوة بعض السور القرآنية القصيرة والتي تحفظها ابنتك.

4-حاولي الاستجابة لجميع طلبات ابنتك المنطقية قبل النوم، مثل: (الأكل، اللعب، الغطاء المناسب لها، الخ).

5- كوني حازمة: اجعلي الأمر واضحاً بالنسبة لابنتك؛ فأنت عندما تقبلينها قبلة "تصبحين على خير" فهذا يعني نهاية التفاعل بينكما لهذه الليلة، وبعد ذلك غادري الغرفة دون تردد، وإذا بكت بعد مغادرتك لغرفتها، تجاهلي بكاءها واحتجاجها الذي سينتهي تدريجياً.

6- عندما تخلد ابنتك في سريرها حاولي تجاهل جميع محاولاتها للتواصل معك تدريجياً، مثلاً، إذا قالت لك: ماما متى سوف تأخذينني إلى الألعاب؟ أو متى ستشتري لي اللعبة التي وعدتني بها؟ هنا في البداية حاولي ألا تستخدمي إجابات مطوّلة لأسئلتها، ولتكن الإجابات مختصرة جداً ومصحوبة بتعليمات تحث على النوم.

7- إذا حدث وجاءت ابنتك عندك إلى سريرك، حاولي ألا تبقي لها أي مكان لكي تضع جسمها وتنام بجانبك، وتعاوني أنت وزوجك على ذلك، وأخبريها أنه لا يوجد مكان، وعليك الذهاب إلى غرفتك.

8- حاولي أن تبقى ابنتك مستيقظة في النهار، وأن لا تنام نهائياً، فذلك يساعد على أن تنام بعمق في الليل، ولا يتاح لها المجال للقدوم إلى غرفتك.

9- احرصي على أن لا تنامي قبل ابنتك، لأن النوم قبلها، سيتيح لها القدوم إلى غرفتك والنوم بجانبك والتعوّد على ذلك.

10- إذا اعتمدتِ أسلوبا علاجيا أو أكثر من الأساليب السابقة، عليك الاستمرار به أنت وزوجك وعدم التراجع عنه، إلى أن تترسخ عادة النوم في غرفتها ومع أختها.

11- كافئي ابنتك كلما زاد عدد الأيام التي تنام فيها بغرفتها، وقد يكون ذلك بعمل لوحة بجانب السرير عليها جدوّل للايام، وكل يوم تنام به في سريرها يوضع لها نجمة أو وجه ضاحك، وفي نهاية الأسبوع يمكن استبدال النجوم بشيء تحبه ابنتك مثل (أكل مفضل، لعبة، خروج إلى مكان اللعب، الذهاب إلى الحديقة،...) وبعد أن تشعري أنها التزمت بذلك لمدة ثلاثة أسابيع، يتم إزالة هذه اللوحة، والتقليل من كمية المكافآت التي كانت تُمنح لها بالتدريج، وصولاً إلى الوضع الطبيعي في التعامل مع الأطفال الذين يجارونها بنفس الفئة العمرية.

وفقك الله لما يُحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات