الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم كثرة الخطاب فإن الزواج لا يتم، فما السبب برأيكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 36 سنة، أحفظ القرآن الكريم كاملا، ومعلمة للفتيات الصغيرات، ومحافظة على صلاتي وأذكاري.

مشكلتي هي موضوع زواجي، حيث أنه معقد جدا، يتقدم لي الكثير، ولكن الأمر لا يكتمل بدون سبب، تتم الموافقة ثم بعدها يعتذر، ويعتقد الناس أني مسحورة، علما أني متوكلة على الله، ولا أهتم بذلك، لكن الأمر أصبح صعبا علي وعلى عائلتي، وأدعو الله تعالى طوال الوقت، فماذا أفعل حتى يستجاب دعائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُرزقك الزوج الصالح الذي تَقَرُّ به عينك وتسكن إليه نفسك، ونحن على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى سيُقدّر لك الخير، فأمِّلي بالله تعالى أملاً حسنًا، فإنه أهلٌ لكل ظنٍّ جميل، وهو القائل سبحانه في الحديث القدسي: ((أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء))، واعلمي أنه سبحانه وتعالى رحيم بعباده، فهو أرحم بك من نفسك ومن أُمِّك، فما يُقدّره الله تعالى لك هو الخير، وإن كنت تظنين خلافه، فقد قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فما يُدريك فيما يُخبِّئُه القدر لك من الخيرات، وما يُدرك أن هذا التأخير للزواج يُخفي لك خيرًا كثيرًا ويصرفُ عنك شرًّا كثيرًا، فما يُدريك حقيقة الزواج الذي لو تمَّ كيف سيكون ممّن تقدَّموا لك لخطبتك من قبل، فأنت لا تعلمين مُغيَّبات الأمور، ولا تعلمين ما يكونُ في المستقبل، فإذا صرف الله تعالى عنك خاطبًا فاعلمي أن ذلك بقدرٍ سابق، فإن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومقاديره سبحانه وتعالى تجري بمقتضى اللطف والرحمة والحكمة.

فلا تيأسي إذًا، ولا تقنطي من رحمة الله، ولا تيأسي من فضله ورزقه وعطائه، فإن رزقه قريب، وفرجه قريب، ولازمي طريق التقوى؛ فإن تقوى الله تعالى خيرُ مَجْلبة للرزق، {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، والزواج من جُملة هذه الأرزاق، فاستمري فيما أنت فيه من الخير، من تعلُّم القرآن وتعليمه، وملازمة طريق الطاعة، وستصلين إلى ما تبتغين وتتمنَّين إن شاء الله.

خذي بالأسباب الممكنة للزواج، فهناك أسباب ينبغي الأخذ بها، من هذه الأسباب التعرُّف على النساء الصالحات والفتيات الصالحات ومُخالطتهنَّ، فإنهنَّ خيرُ عونٍ على الحصول على الزوج المناسب.

وأمَّا إذا كنت تظنين أن في الأمر سحر وما إلى ذلك، فهذا علاجُه سهلٌ يسير باستعمال الرقية الشرعية، وأولى مَن يرقيك نفسُك، فأكثري من قراءة القرآن، وأكثري من قراءة آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وأوائل سورة الصافات، وكل الآيات التي فيها ذِكر إبطال السحر وما يفعله السحرة، فهذه رقية تنفع بإذن الله تعالى لإبطال السحر.

ولا بأس بأن تستعيني بمن يُحسن الرقية ومعرفة أعراض السحر من الرُّقاة الشرعيين المعروفين بالتمسُّك بالسُّنَّة والالتزام الظاهر، والرقية تنفع ممَّا نزل بالإنسان وممّا لم ينزل بعد.

فخذي بالأسباب المادّية والمعنوية وتوكلي على الله، وفوّضي أمرك إلى الله، وسيُقدِّرُ الله تعالى لك الخير.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً