الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني لأتخلص من الخوف والقلق وكثرة التفكير.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من توتر وقلق شديد ومستمر من التفكير في الأمراض الخطيرة مثل السرطان والكورونا، تعبت جدا من كثرة التفكير، وأقيس حرارتي كل فترة من اليوم، ومنذ سنة كنت أتردد كثيرا على معامل التحاليل والدكاترة، وأقيس وزني باستمرار، وإن أحسست أني فقدت كيلو من وزني أتعب جدا ، وتأتيني أفكار ووساوس المرض، أحيانا أحس بوجع في المعدة، وأحس بالحر الشديد في جسمي، وأبدا القلق مرة أخرى.

منذ أشهر عملت كل التحاليل وكانت طبيعية، أرتاح فترة ويعود الوسواس مرة أخرى، والآن أشكو من الأرق وشحوب الوجه بسبب التفكير، وهذا يزيد قلقي.

تعبت جدا من حالتي، وليس لدي أي طاقة لعمل الأشياء التي أحبها، طوال الوقت أفكر في المرض، وأخاف كثيرا، وازداد معدل التدخين عندي بسبب كثرة التفكير، حتى حياتي الزوجية تأثرت بسبب هذا التفكير.

أنا أصلي وعلى يقين أن كل شيء بيد الله، ومتوكل عليه، لكن لا أستطيع التوقف عن التفكير والقلق والخوف، وأقلق كثيرا على أهلي وزوجتي من أقل شيء، أتمنى أن أرجع إلى حياتي الطبيعية، فأرجوكم ساعدوني، علما أني كنت أتناول الدوجماتيل، ولكن مفعوله ضعف الآن.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ولديك استشارات سابقة، وأنت أصلاً لديك شيء من الميول أو القابلية لقلق المخاوف خاصة حول الأمراض وأتت الآن هذه الجائحة وعامة العالم وحدث ما حدث، ونسأل الله تعالى أن يصرفها تماماً وأن يخرجنا منها سالمين، أيها الفاضل الكريم الأمراض التي تأخذ الصفة العالمية يجب أن يتعامل معها الإنسان بشيء من التكيف والتوائم التلقائي، لأن الأمر لم يصب شخصاً واحداً أصاب كل العالم، فإذاً يجب أن لا تشخصن هذا المرض أبداً، وقم بالتحوطات اللازمة، وعليك بالدعاء، اسأل الله تعالى أن يحفظك ويحفظ الجميع، هذا هو المطلوب.

وعلى المستوى الآخر كثف من تمارين الاسترخاء مهمة جداً، خاصة تمارين التنفس التدرجي وقبض العضلات وشدها، وتوجد برامج كثيرة جداً على اليوتيوب يمكن الاستعانة بها، أي نوع من الرياضة يجب أن تمارسه، الرياضة ذات فائدة كبيرة جداً، ورفه عن نفسك بشيء طيب، وتفاعل مع أهل بيتك، ويا حبذا لو أنشأتم حلقة للقرآن الكريم في بين أفراد الأسرة إن لم تكن أصلاً موجودة فائدتها عظيمة جداً، وخلال هذه الفترة السابقة كثير من الأسر نشطت حلقاتها القرآنية المنزلية وهذا له عائد عظيم على الأسرة من حيث تعلم وتدبر القرآن الكريم، وفيه الشفاء بحول الله تعالى والحفظ من كل الشرور.

بالنسبة للعلاج الدوائي: معظم الناس لا يحتاجون لعلاج دوائي، خاصة إذا طبقوا الإرشادات السابقة التي ذكرتها لك، وفي الحالات الشديدة وإن كان لا بد من تناول الدواء، أقول لك أنسب علاج الآن هو أن تتناول البرازولام والذي يعرف باسم زاناكس هو دواء ممتاز جداً لإزالة المخاوف، لكن يجب على الإنسان أن لا يتناوله لمدة طويلة لأن التعود على هذا الدواء وارد جداً، الوضع المثالي هو أن تتناوله بجرعة ربع مليجرام صباح ومساء لمدة 4 أيام، ثم تجعلها ربع مليجرام ليلاً لمدة 10 أيام، ثم تتوقف عن تناوله، وفي ذات الوقت تبدأ عقار سيبرالكس تبدأ بجرعة 5 مليجرام يومياً لمدة يومين، ثم تجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، شفاك الله ونسأل الله تعالى أن يصرف هذا الوباء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً