الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات كثيرة واكتئاب وفقدان الشعور بالحياة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أعاني من اكتئاب كبير وتشاؤم وفقدان الشعور بالحياة والخوف والقلق وفقدان الشهية والوزن بلا سبب منذ 4 سنوات، شكاكة جداً، لا أعلم ماذا أريد، لا أجيد التواصل الاجتماعي، ولدي رهاب، وأحب العزلة وغارقة في أحلام اليقظة منذ الصغر، كان لدي وسواسا قهريا واختفى منذ 3 سنوات، ولقد عاد الآن.

أعاني من وساوس أرهقتني، فمثلا عند خروجي لمطعم ينتابني شعور بأني إذا أكلت سأصاب بتسمم، وإذا أجبرت نفسي على الأكل أشعر بغثيان، فلا آكل أبدا، ومجرد أن يحين موعد الطعام أشعر بغثيان، وجميع ما كنت أحبه من طعام لم أعد أرغب به أبدا، لقد تعبت جدا، وأيضا وسواس النظافة.

تعرضت للتنمر في صغري، وأشعر بأنني تعرضت وفعلت أشياء أكبر من عمري، طفولتي كانت قاسية، كانت هنالك مشاكل عائلية كثيرة، كما أنني أتمنى دائما أن أكون فتى، وأكره كوني فتاة جدا، لا أتقبل الفتيان وكذلك الفتيات، لا أميل إلى أي أحد، تعرضت لصدمة في صغري، ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أتقبل ولا أميل إلى أي جنس، هل سأصاب بالجنون؟ هل أنا بخير؟ هل سأعيش كفتاة طبيعية؟ دائما تراودني هذه الأسئلة، لا أشعر بأني فتاة طبيعية، جميع اهتمامات الفتيات لا تهمني، والجميع يقول أني غريبة، أنا لا أكره نفسي، لكن تراودني أفكار بالانتحار كثيرا، لكني سرعان ما استخطئ نفسي وأستغفر الله، لا أعلم شيئا عن الثقة بالنفس.

شكرا جزيل الشكر، وأتمنى المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أشياء في شخصيتك - أختي الكريمة - وهناك أشياء نتجت بسبب ما مرَّ بك في الطفولة وأصبحتْ جزءًا من شخصيتك وجزءًا ممَّا تفكرين فيه، وعلاقة بالآخرين، وهناك أعراض اكتئاب نفسي، وهذا دائمًا يحصل، يكون للشخص مشاكل في الشخصية، ناتجة عن مشاكل في طفولته، ولا يستطيع الآن التأقلم مع الحياة بصورة طبيعية، فيحصل له اكتئاب.

ولهذا فالعلاج يجب أن يكون علاجًا دوائيًا وعلاجًا نفسيًّا في نفس الوقت، العلاج النفسي لعلاج المشاكل التي حصلت أثناء الطفولة، والآن علاقتك بالآخرين، وحتى علاج الهوية عندك، هوية الذكورة والأنوثة، وهذا بالطبع علاج نفسي طويل المدى، جلسات نفسية أسبوعية، مع معالج نفسي متمرس.

وأمَّا الاكتئاب فيمكنك أن تأخذي له الـ (فلوكستين) وهو فعّال جدًّا في مثل سِنك، ومُصرح به من منظمات رقابة الأدوية العالمية. فلوكستين عشرين مليجرامًا، تناوليه بجرعة حبة واحدة بعد الإفطار، ويجب أن تستمري عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وفي هذا الأثناء تواصلين في العلاج النفسي الأسبوعي، حتى تتخلصين من أعراض اكتئاب وتتحسّن نظرتك لنفسك وعلاقتك مع الآخرين، وتعيشين حياة طبيعية بإذن الله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً