الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنفعل وأخرج تمامًا عن شعوري وقت الغضب، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا لا أستطيع كظم غيظي وأخرج تماما عن شعوري عند الغضب، رغم أني قرأت الكثير من الأحاديث والنصائح لكظم الغيظ، لكن لا أتذكر شيئا لحظة الغضب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الغضب حالة عاطفية، تترواح درجاته من السخط الخفيف، إلى الغيظ، والغضب الشديد، ويترتّب على هذه الحالة بعض المشكلات الصحيّة، منها: الصداع، الآم المعدة، القولون العصبي، والقلق، والكآبة، وارتفاع ضغط الدم، والأكزيما، والإصابة بالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وارتفاع معدل ضربات القلب، ومستويات الأدرينالين.

إن السيطرة على نوبات الغضب تتطلب منك تطبيق إجراءات عمليّة، فالقراءة دون تطبيق لن تجدي نفعاً. وفيما يلي مجموعة من الإجراءات العلاجية التي يمكن اتباعها، واعلم أن مدى نجاح هذه الإجراءات يتوقف على الالتزام في تطبيقها عند تعرضك لموقف ضاغط، أو موقف يثير فيك الشعور بالغضب.

1- درب نفسك على عدم الرد مباشرة عند حدوث موقف يستدعي الغضب، فالصمت المؤقت عند حدوث المشكلة، يجنبك تبعات الغضب، وهو بعكس الرد المباشر على الشخص المقابل، إضافة إلى أن الصمت يجعلك تنتقي مفرداتك بعناية قبل الرد، وألا تندم على ما قلت، ويحدث الرد على الشخص المقابل وأنت هادئ ومتزن، وهذا بحد ذاته يجنبك أي أمراض عضويّة أو اضطرابات نفسيّة قد تنجم عن الغضب المتكرر.

2- تجاهل بشكل متعمد المواقف التي تستثير غضبك، فليس كل شيء يستدعي منا الدخول في نوبة من الغضب الشديد، وهذا يحتاج منك أن تَزن حجم الموقف، فهناك الكثير من المواقف التي تكون ردود فعلنا الغاضبة تجاهها أكبر من حجم الموقف نفسه، وبعد أن نهدأ نشعر أننا قد بالغنا في ردود أفعالنا تجاه تلك المواقف.

3-فكر بطريقة عقلانية، إن معظم مشاكلنا هي نتاج لطريقة تفكيرنا وليست نتاج المشكلة نفسها. مثال: إذا أساء إلينا عامل بسيط في مجمع تجاري بأن سكب الماء علينا بالخطأ، ربما ننفعل ونغضب ونستخدم كلمات نابية. ولكن على النقيض من ذلك إذا فسرنا الموقف على أنه غير مقصود لأنه ليس بيننا وبين العامل أي خلاف مُسبق، وأننا نراه لأول مرة، وسامحنا ذلك العامل، وابتسمنا في وجهه، فهذا سيريحنا نفسياً، ويجعلنا نتمتع بصحة نفسية ممتازة.

4-مارس الرياضة التي تتناسب مع طبيعة جسمك، فالرياضة تجعلك أكثر هدوءاً، وتقلل من الضغوطات النفسية لديك، فالغضب قد لا يكون دائماً نتاجا لموقف طارئ، فقد يكون نتيجة لضغوطات نفسية مكبوتة في عقل الإنسان تنتظر الفرصة لكي تخرج إلى حيز الشعور، فتظهر هذه الضغوطات على هيئة غضب، عدوان لفظي على الآخرين، عدوان جسدي، قلق، خوف، لذا من الأفضل ألا تكبت المشاعر السيئة في نفسك بل عبر وأفصح عنها من خلال التفريغ لشخص قريب منك يتفهمك.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2319107 - 2278350 - 226699 - 2254365 - 2146796).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً