الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صرت لا أتعرف على نفسي ومن حولي وأستغرب من كل شيء!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت قصتي منذ نحو 5 أشهر، حيث كنت جالساً أشاهد التلفاز، وفجأة شعرت بالاختناق وسرعة دقات القلب والخوف الرهيب، اتصلت بالإسعاف ونقلت للمستشفى، وأخبرني الطبيب أن ما روادني هو نوبة هلع فقط، ونصحني بزيارة الطبيب النفسي.

لما استيقظت الصبح كأنني ولدت من جديد، لم أتعرف على أحد، كلهم بدوا لي غرباء، رغم أنني أعرف أسماءهم، ومرت الأيام وما زلت على هذه الحالة، وأصبح كل شيء يبدو لي كالوهم أو غير حقيقي.

كنت أحس أن عقلي في عالم آخر، كأن شخصا قد استولى عليه، أصبحت لا أتعرف على نفسي في المرآة، وكل شيء يبدو لي غريباً، ومع الوقت أتتني أفكار وجدانية مزعجة لم أستطع التخلص منها، وفي رمضان تحسنت كثيرا، ظننت أنني أتحسن وسأتخلص من هذه الحالة، ولكن بعد رمضان عادت لي الحالة ولكن ليس بشدة المرة الأولى، حيث أصبحت أستغرب من الدنيا ومن شكل الإنسان، ومن والدي، تقريبا من كل شيء كأنني ولدت من جديد.

هذه الحالة مرتبطة كثيرا بالطقس، فإذا كان مشمسا أكون أفضل، وأشرب دواء أنافرانيل 25 ملغ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فعلاً ما حصل معك أول مرة هي نوبة هلع واضحة، وبعدها حصلت عندك هذه الأعراض التي هي جزء من أعراض القلق والتوتر، وإن كانت تبدو كأنها اضطراب أنّية، ولكنّها فعلاً هي جزء من أعراض القلق والتوتر، وتحدث عند القلق والتوتر، فمشكلتك الرئيسية هي القلق والتوتر الذي بدأ بنوبة هلع ثم استمر في أعراض الغرابة –غرابة المكان والشعور بالتغيير في مشاعر الإنسان ذاته– وهذا كلُّه يتماشى مع القلق والتوتر.

اضطراب الأنية –أو اختلال الأنية– لا تكون معه أعراض قلق أخرى، فقط أعراض الأنية، وهي الشعور بأن كل من حولك غريب وأنك لا تكن معك مشاعر الإنسان نفسه، وهذا كلُّه يتماشى مع القلق والتوتر.

اضطراب الأنية أو اختلال الأنية لا يكون معه أعراض قلق أخرى، فقط أعراض الأنية، وهي الشعور بأن كل من حولك غريب، وأنك تحس بالغربة داخلك، وأنك منفصل عن مشاعرك.

الأنفرانيل لا بأس به بجرعة خمسة عشرين مليجرام، يُساعد في علاج القلق والتوتر، لو كانت الجرعة خفيفة، وأنا شخصيًّا أفضل استعمال مضادات الاكتئاب من فصيلة SSRIS، ولعل السبرالكس/استالوبرم يكون أفضل من الأنفرانيل؛ لأن جرعته ثابتة، عشرة مليجرام.

ابدأ بنصف مليجرام بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمر عليها لفترة ستة أشهر، واسحب الأنفرانيل بعد مرور أسبوعين من استعمال السبرالكس، وبعد ستة أشهر يمكنك سحب السبرالكس بالتدرج، بحذف ربع الجرعة أسبوعيًا حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً