الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق تنفس واختناق، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 23 سنة، منذ ثلاثة أشهر أصبت بحالة إغماء وفقدان للوعي، وكان بسبب الخوف من كورونا والحجر الصحي، فذهبت للمستشفى، وأجريت تحليل cbc، وكانت النتيجة سليمة، ووصف لي حبوب الحديد وباسط العضلات، لأن ذراعي كان يؤلمني ومشدود، وكنت أعاني من تنميل وأشعر بالموت وكتمة صدر وسرعة دقات القلب ورعشة وعدم القدرة على الحركة والتحدث، وظللت كذلك قرابة شهر أشكو من نفس الأعراض، وأيضا الخوف وعدم النوم ليلا، وأبكي باستمرار، وأقيس الضغط و السكر، ولا أعرف ما سبب حالتي؟!

عملت رقية شرعية، وادهنت بزيت الزيتون، واقترحت علي قريبتي أن أذهب لطبيب نفسي معروف، وذهبت إليه، وعندما دخلت انهرت بالبكاء، وقال لي: هذه نوبات هلع، ووصف لي الديبريبان 50 ملج، والإميبريد 20 ملج، والبرومازيبام قبل النوم، وأخذت الأدوية لمدة أسبوع، ووالدتي منعتني من أخذ هذه الأدوية، فرجعت لدي الأعراض، ولكن خفيفة، مع ضيق في التنفس نابع من اختناق في الرقبة، وتعبت منه، وأنا مقبلة على الزواج، فما سبب حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من مرض نفسي واضح – أختي الكريمة – وبدأ هذا الذي تعانين منه بالقلق وبالتوتر وأعراض تحوّليّة، في كثير من الأحيان القلق والتوتر ينقلب إلى أعراض جسدية وبدنية، وبالذات إذا كان الشخص لا يستطيع تحمُّل الخوف والضيق الذي يحس به، وهو ما حصل معك – أختي الكريمة – وطبعًا الحمد لله الأطباء كلهم وجدوا أن الفحوصات سليمة، وأنه ليس هناك مرض عضوي.

تعانين من اضطراب قلق وتوتر – أختي الكريمة – وحسنًا فعلت بالذهاب إلى الطبيب النفسي.

العلاج دائمًا قد يكون دوائيًا وقد يكون علاجًا نفسيًّا، وطبعًا أهلك يُعارضون الأدوية لأنهم يعتقدون أن الشخص إذا بدأ في الأدوية فإنه سيستمر عليها لفترة طويلة ولا يستطيع تركها، أو قد يُدمن عليها، وهذا غير صحيح، لأن معظم هذه الأدوية لا تُسبب الإدمان، وبالنسبة للأدوية التي وصفها الطبيب: فالدواء الوحيد الذي إذا استمريت عليه قد تكون مشكلة هو الـ (برومازبام) الذي تأخذينه قبل النوم، ويمكن أن تأخذيه لفترة بسيطة.

حاولي إقناع الوالدة بأنك تحتاجين للأدوية لفترة وجيزة، ولو لم تقتنع الوالدة فاذهبا معًا إلى طبيب نفسي، والطبيب النفسي سوف يقوم بشرح الأشياء لها، إمَّا أن يقنع الوالدة، وإمَّا أن يُغير العلاج إلى علاج نفسي، لأن هناك علاج نفسي قد يُغني عن الأدوية.

وفعلاً أنت تحتاجين إلى مساعدة، وهناك أشياء يمكن أن تفعليها بنفسك تؤدي إلى الاسترخاء مثل الرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، أو تمارين رياضية في البيت.

الاسترخاء عن طريق شد مجموعة من العضلات بالجسم وإرخائها عدة مرات في اليوم، أو الاسترخاء عن طريق أخذ نفسًا عميقًا وإخراجه، وتكراره خمس مرات، وتكرار ذلك التمرين عدة مرات في اليوم.

تواصلي مع صديقاتك بواسطة الواتساب والفيسبوك، فإن هذا يؤدي إلى الاسترخاء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً