الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم متوزع في الجسم..هل يدل على وجود مرض نفسي؟

السؤال

أختي تعاني من ألم في فقرات الرقبة والكتفين، مع تنميل وألم شديد جداً في أسفل الظهر حتى منتصفه، وهناك فقرتان منفصلتان في أسفل الظهر منذ ولادتها، ووجود فقرتين مضغوطتين منذ ١١ سنة، وألم شديد في الركبة اليسرى، مع تورم منذ سبتمبر الماضي، وغضروف بالركبة، وارتشاح وخشونة، والتهاب في الأوتار.

الألم منذ ٣ سنوات تقريباً، ويزداد الألم والتورم تدريجياً، وأشعر أن ركبتي تتمزق مع صوت داخل الركبة وتنميل وألم في ظاهر الرجل، وخصوصًا الأصبع الأكبر والكعب وكأن به مسمارًا، أثناء المشي وأثناء الاستيقاظ من النوم، بعد التشخيص قيل شوكة عظمية في القدم.

كما أشعر بخمول وكسل شديد أثناء الاستيقاظ من النوم، والنوم يكون متقطعًا، وأخاف أن أغمض عيني فأرى شيئًا من الجن، كما أشعر بالهبوط والإعياء المستمر ونقص الوزن باستمرار، وأكون عصبية جدًا في بعض الأحيان لأبسط الأسباب التي لا تستحق الإحساس بالضيق والخوف في بعض الأوقات.

كما أشعر بتنميل في الجانب الأيسر، مع اعوجاج في الفم كلما تزداد العصبية، مع هزة شديدة في العين اليسرى، وقبل حدوث ذلك أشعر بتنميل في الفك وأحتاج لحكه، وهذا يحدث منذ ٧ سنوات، وألم في الذراع الأيمن من الكوع أثناء أية حركة ثني أو مد، ومن الرسغ، وعدم القدرة على الضغط على الأشياء منذ شهرين.

وألم في المعدة، واضطراب مستمر فيها، وتقيؤ، وانتفاخ باستمرار والإحساس بوجود حجر في فم المعدة حتى أني لا أستطيع التنفس، وحساسية مزمنة في الصدر، وأزمات مستمرة، وضيق في التنفس، وحساسية في الأنف مع وجود صوت غريب يصدر من الأنف، وصداع مع تنميل بالرأس معظم الوقت.

قام عدة شيوخ برقيتي وكنت أتحسن بعدها لدرجة أن فمي يعود صحيحًا، وفي رقية واحدة فقط أحسست بأن جسدي قد ارتاح لأسبوع، فهل هذا سحر أو مس؟ وهل هناك أدوية لذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.

أنت بدأت رسالتك بالحديث عن شكوى أختك، ولكن ألاحظ بعد ذلك كأن الشكوى نابعة أو صادرة منك أنت.

عمومًا أيًّا كانت صاحبة الشكوى: طبعًا مشاكل الغضروف في الرقبة وفي أسفل الظهر علَّة معروفة جدًّا، وإن لم تكن هنالك علاجات جراحية يكون العلاج من خلال تخفيف الوزن والعلاج الطبيعي المختص، هذه هي السبل العلاجية المتاحة.

وتُوجد طبعًا أعراض نفسية مصاحبة لهذه الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها، وأنا أعتقد أن الحالة تحوّلت أيضًا إلى ما نسمِّيه بالأعراض النفسوجسدية، بمعنى أن لديك عللاً عضوية كالحساسيات وموضوع التقيؤ واضطراب الجهاز الهضمي، وطبعًا موضوع خشونة الفقرات والركبة، لكن هذا ازداد حدة وشِدّةً نسبة للقلق النفسي وعُسر المزاج وافتقاد الاستقرار الوجداني، يعني: الأعراض الجسدية تضخمت وتجسّدت وأصبحت أكثر استحواذًا من خلال الجانب النفسي.

فأنا أقول لك: كوني إيجابية من الناحية النفسية، نظمي حياتك، كوني متفائلة، ومارسي أي نوع من الرياضة، هذا سوف يُساعدك جسديًّا ونفسيًّا، أحسني إدارة وقتك، اهتمّي ببيتك، احرصي على صلواتك في وقتها، ولا تنسي أبدًا وردك القرآني اليومي، وكذلك الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – صِلي رحمك، رفّهي عن نفسك بما هو طيب ومتاح وجميل.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: نمط الحياة حين نجعله إيجابيًّا على الأسس التي ذكرتُها لك يكون كافيًا جدًّا لأن يحدث تحسُّنًا كبيرًا في الحالة النفسية وكذلك الجسدية.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة أقول لك: احرصي على هذا النمط الحياتي الإيجابي، وطبعًا مراجعة الطبيب المختص في أمراض فقرات الرقبة والركبة أيضًا سيكون له عائد جيد، وكما ذكرتُ لك العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية المناسبة سيكون جيدًا.

أنا أيضًا سوف أصف لك علاجًا دوائيًا ممتازًا جدًّا، يُحسِّنُ المزاج ويزيلُ القلق -إن شاء الله تعالى-، ويُعرفُ عنه أنه أيضًا يُساعدُ كثيرًا في علاج الآلام الجسدية.

موضوع الجن والعين والسحر: هذا أمرٌ موجود، لكن يجب أن يكون عندنا علم يقين وإيمان بأن الله خيرٌ حافظًا، وأنه لا ينفع ولا يضر إلَّا الله تعالى، قال تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلَّا بإذن الله}، وقال عن الشيطان: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلَّا بإذن الله}.

أنا أعتقد أن حالتك حالة طبية، لكن حصّني نفسك من خلال المحافظة على الصلاة، وقراءتك للقرآن، والحرص على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء والأذكار الموظفة - الحالة حالة طبية من وجهة نظري.

الدواء يُسمَّى (سيمبالتا) هذا هو اسمه التجاري، ويُسمَّى علميًا (دولكستين)، ابدئي بجرعة ثلاثين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ويُفضّل تناوله بعد الأكل، وبعد ذلك اجعليها ستين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها ثلاثين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم ثلاثين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء؛ هو دواء ممتاز وفاعل، لكن يجب أن يتم تناوله بالكيفية التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً