الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب ولم أرتح له، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي قبل فترة ابن عمي، طيب وخلوق، لكن مشكلته أنه ليس عنده شهادة ثانوية، ويشتغل في وظيفة ولكن راتبه بسيط، أنا ارتحت له، وبعدما فكرت وصليت استخارة ووافقت، أبي ما أعطاهم قراري، على الرغم من أنه يحب ولد عمي، ويعزه؛ لأن حالته الثقافية والمادية ما كانت جيدة وما كان مرتاحًا له.

بعدها بفترة تقدم لي شاب آخر من منطقتنا، نعرف أهله، طيب وخلوق، وعنده وظيفة محترمة، وراتب جيد، أهلي تشجعوا له جدًا، وشجعوني أن أوافق عليه، في البداية ما كنت مرتاحة له، فقالوا: إنها مجرد أحاسيس، ويفترض عدم الوقوف عندها.

وافقت، ولي شهر وأسبوعان مخطوبة، ولم أحس بالراحة أو السعادة، طوال الوقت متضايقة، وأبكي وبي كتمة وضيقة صدر، الشاب ما بدر منه أي سوء، بالعكس اعترف أنه يحبني ويخاف علي.

المهم ما قدرت أن أحس بشيء تجاهه، وما استطعت أن أحس بسعادة أو راحة على الرغم من أني كنت أدعو وأصلي ليساعدني ربي.

الآن أعطوني مهلة 3 أسابيع لأقرر هل أكمل أو أنفصل؟

أنا خائفة ومترددة ولا أعرف ما القرار الصحيح؟ أحيانًا أقول: يمكن ولد عمي له تأثير؛ لأنه في الحقيقة كان عندي مشاعر تجاهه من فترة، بس أبدًا ما صارحته، وما أحد يعرف، لكنه عندما خطبني اعترف أنه يحبني، ولأجل ذلك يريد يخطبني وأنه مستعد لعمل أي شيء لأجلي.

على الرغم من أني كنت سعيدة رفضت، والحين أشعر أني نادمة جدًا أني رفضته، وأخاف أن أفسخ الخطبة كذلك وأندم؛ لأن الشخص جيد، لكني ما وجدت قبولًا تجاهه.

أرجوكم ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يكتب لك التوفيق، ويحقق لك الآمال.

لا شك أن مسألة الخطبة هي مشروع كبير، ورأيُ الفتاة له أثر كبير، كما أن رأي أسرة الفتاة -وهم أحرص الناس عليها- ينبغي أن يُؤخذ بعين الاعتبار، وعندما يكون الحديث عن الزوج المتقدّم فإن الرجال أعرفُ بالرجال، والفتاة العاقلة ترضى ما يرضاه أهلها طالما لا توجد موانع ظاهرة.

فإذا كان هذا الشاب طيباً ومُراعيًا لحدود الله -تبارك وتعالى- وخلوقًا وعنده وظيفة محترمة، وأهلك جميعًا قبلوا به، فأرجو ألَّا تترددي في الإكمال معه، واعلمي أن المشاعر السالبة والمشاعر الفاترة التي تعتريك أمرها طبيعي، لكونه الخاطب الثاني، أيضًا لكون الشيطان لا يريد لنا الخير، فإذا ذكّرك الشيطان بأي سلبيات فتذكري ما في الرجل من الإيجابيات، واعلمي أن الفتاة لا يمكن أن تجد شابًّا بلا نقائص، كما أن الشاب لا يمكن أن يفوز بامرأة بلا عيوب، فنحن جميعًا بشر والنقص يُطاردنا.

واعلمي أن تكرار الرفض منك ليس في مصلحتك كفتاة، فإن أي خاطب بعد ذلك سيتردد مئات المرات قبل أن يُقدم؛ لأنه قد يكون سمع عنك أنك لا تقبلين بأحد، وهذا ليس في مصلحة الفتاة.

فإذا كنت قد حسمت الأمر مع الخاطب الأول -الذي هو ابن العمِّ- وانتهى ذلك الملف، وجاء هذا الخاطب الذي رضيه أهلك، وهو يحملُ مؤهلات عالية وعلى أخلاق عالية، والجميع تشجّعوا له، فأرجو أن تُكملي هذا المشوار؛ وممّا يُعينك على القبول به حشدُ ما فيه من إيجابيات، وتقديرُ مجيئه لك، واختياره لك من بين سائر الفتيات.

نسأل الله أن يُقدّر لك خيرًا، ثم يُرضيك به، وندعوك إلى المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وكثرة التوجّه إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء وبالطاعات، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن ييسّر لك الخير ويصبه عليك صبًّا، وأن يُرضيك بما قسم لك ورزقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً