الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قلقي واكتئابي وعدم تقديري لذاتي سببها المشاهد الإباحية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأشرح مشكلتي بشكل مختصر، أنا شاب عمري ١٨ سنة، منقطع عن الدراسة منذ ٥ سنوات، انقطعت عن الدراسة بسبب الحرب، بعدها لجأت إلى تركيا، وعملت بها طوال الخمس سنوات بسبب الظروف المادية الصعبة، والآن تحسن وضع عائلتي المادي، والحمد لله، لكن هم الآن يريدون أن أعود للدراسة، وأنا خائف ومتوتر وقلق جدا؛ لأني نسيت كل شيء درسته في الابتدائية والإعدادية، وغير ذلك لدي هم تعلم لغة جديدة، وأنا ضعيف جدا بالرياضيات، والمواد العلمية عامة أنا قلق جدا، وخائف وأشعر أن عقلي لن يستوعب كل هذه الأشياء؛ لأنني للأسف كنت مدمنا على التدخين والسهر والعادة السرية والمشاهد الإباحية، استطعت التغلب على التدخين، وحاليا أحاول أن ألغي السهر من قاموس حياتي، لكن الإباحية والعادة السرية للأسف لم أستطع أن أتغلب عليها، حاولت كثيرا لكن لم أستطع.

أنا حاليا مكتئب ومتوتر وقلق جدا، حياتي ملخبطة، ولا أعلم من أين أبدأ حياتي، أشعر أن وقتي يمضي بدون أي إنجاز ولا فائدة غير ذلك أشعر بالنقص، وعندما أفكر أني سأدرس وأدخل جامعة مع الوقت أشعر أن الجامعة ليست من قدري مع أن هنالك أشخاصا أعرفهم أقل ذكاء مني؛ لكنهم دخلوا الجامعة، والآن يدرسون، ما سبب هذه المشاكل التي تحدث لي -القلق، التوتر، الاكتئاب، النسيان، عدم تقدير الذات، التلعثم بالكلام، اضطرابات النوم، هل سببها الإباحية والعادة السرية؟

هذه كلها مشاكل نفسية فقط، ولم أذكر أي شيء عن مشاكلي الجسدية؛ لأني لن أنتهي إلى الغد، أريد أن أعرف من أين أبدأ بدراستي وتغير عاداتي السيئة، والتخلص من مشاكلي النفسية؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: فيما يلي إرشادات عملية لحل مشكلتك:
- التحق فوراً بإحدى المدارس وأكمل دراستك، أو بإحدى المؤسسات الخيرية التي تضمن لك دوام فترة المساء على أن تكون معتمدة من وزارة التعليم التركية، وتستطيع امتحان البكالوريا (الثانوية).

- الدراسة ليست حكراً على أحد، ولا تخص عمراً معيناً، لذا لا تستمع لأي كلام خارج نطاق إكمال الدراسة، بل شد من عزيمتك وانطلق نحو مستقبلك، فأنت الخاسر الوحيد إذا بقيت رهنا للخجل من الدوام في المدرسة، وبنفس الوقت أنت الكاسب الذي سيحقق أحلامه وطموحاته ويبني مستقبلاً سعيداً.

- اتخاذ القرار: بعد أن تتضح رؤيتك بناء على الخطوتين السابقتين، عليك اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وتمضِ في عملية التنفيذ، دون تراجع لتحقيق الهدف الذي سوف يوصلك إلى ما كنت تطمح إليه.

- بالنسبة للأفلام الإباحية: متابعة هذه الأفلام له أضرار ليس فقط على المستوى الديني، ولكن على المستوى الصحي والنفسي أيضاً، فالإفراط في مشاهدة الأفلام الإباحية ينتج عنه الوقوع في الإدمان، وضعف الرغبة بممارسة الجنس بشكل طبيعي، وضعف الانتصاب وسرعة القذف، وذلك نتيجة حالة التوتر والاضطراب النفسي التي يعاني منها الشخص جراء الإدمان، وفقدان الثقة بالنفس؛ لأن مدمن المشاهد الإباحية يصبح يقارن جسمه وعضوه الذكري بالأشخاص الذين يراهم في الأفلام، إضافة إلى شعوره بالاكتئاب نتيجة الشعور بالذنب والخجل بعد كل مرة يتم فيها مشاهد الأفلام الإباحية.

- لا تدخل على المواقع الكترونية التي تبث الأفلام الإباحية، واحذف التطبيقات التي كنت تدخل عليها لتشاهد مثل هذه الأفلام، واحذف من جهازك أي أفلام أو صور تم حفظها.

- في الوقت التي تأتيك رغبة جامحة ومُلحة لمشاهدة الأفلام الإباحية، قم بأداء عمل إيجابي يتناقض مع "المشاهدة"، مثل: الصلاة، قراءة القرآن الكريم، قراءة كتاب مفيد، ممارسة رياضة خفيفة، أو غادر المكان إذا كنت وحدك.

- احرص دائماً أن تكون على وضوء، وصلِ جميع الصلوات في وقتها وتحديداً صلاة الفجر، فذلك يجعلك ذاكراً لله باستمرار ويُبعد عنك الوساوس.

- بالنسبة للإدمان على العادة السرية: إحدى الآثار السلبية لإدمان العادة السرية، أنا الشخص يشعر بأن شخصيته غير متزنة ومرتبكة، والسبب أن تفكيره مُنشغل بالخيالات الجنسية، والجنس الآخر، وللتخفيف من العادة السرية ومن ثم الانتهاء منها، عليك البدء بالتقليل من عدد مرات الممارسة بالتدريج، وعدم الذهاب إلى السرير إلا عندما تشعر بالنعاس، وأنك سوف تنام بأي لحظة، واحرص على أن تبقى على وضوء في جميع الأوقات، وصل كل الصلوات في وقتها، فهذه الإجراءات سوف تنظم تفكيرك بطريقة إيجابية تجعلك لا تفكر إلا بالأمور الإيجابية لجسمك، وتبعدك عن ممارسة هذه العادة التي تتطلب منك نقض الوضوء والاغتسال في كل مرة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً