الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فتاة خطبني رجلان ولا أدري أيهما أختار؟

السؤال

السلام عليكم

أنا مخطوبة منذ 7 سنين لرجل كان من اختياري عندما كنت بعمر 15 عاماً، اخترته عن حب وتراض، وبدأنا في تأسيس حياتنا الزوجية للمستقبل.

مع زحمة الحياة ومشاغلها دخل بيننا الجفاء والإهمال في المشاعر، وأصبح ما بيننا عشرة أكثر من أنه حب، وأصبحت أميل إلى الهروب من الحديث معه، لأني لا أجد في كلامه ما يطيب خاطري ويلمس قلبي.

بذلك قد تمكن أحدهم من الدخول إلى قلبي وأحبني بصدق، وجذب قلبي بكلامه الطيب وخلقه وشجاعته، وهذا الأمر منذ 3 سنوات، وأصبحت أميل إلى الحديث وقضاء كل الوقت معه، بالرغم من أنه في دولة ثانية.

الآن قد مر الوقت وحان موعد الزواج، ولكني غير مرتاحة، وأشعر أن زواجي هو أداء لواجب العشرة، وأنني لا أجد من الحب ما يكفيني، ودائماً أشعر بنقص مع خطيبي، بالرغم من أنه شخص مسئول، ويهتم بكل التفاصيل المادية.

تعلق قلبي بالآخر وأصبحت أتمنى أن أكون زوجة له، وهو أيضاً قد عرض علي الزواج أكثر من مرة، وحالياً أنا في حيرة من لأمري، ولا أدري ماذا أفعل؟! هل ما في قلبي للثاني حب؟ وهل سأكون سعيدة إذا تزوجت الأول؟

علماً بأنني فسخت الخطبة أكثر من مرة بسبب هذا الأمر، ولكنني كنت أتراجع في كل مرة، وأعيدها حفاظاً على السنين والتعب الذي مرينا به معاً، وضميري الذي يأنبني على اجتهاده في الوصول إلي.

الحمد لله، أحافظ على صلاتي وأكثر من استخارتي ودعائي، وقراءة سورة البقرة، ولكن لا أصل لشيء، وتنقصني المشورة فيما سأفعله، لكي أتمكن من اتخاذ قرار حاسم بخصوص الاثنين.

أرجو منكم مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا- في موقعك، ونسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُعينك على الخير، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

إذا كان الشاب الأول – كما قلت – عمل خطبة رسمية فلا يجوز للثاني أن يدخل في حياتك، وما حصل منك من تواصل مع الشاب الثاني والاستمرار في هذا التواصل لعدة سنوات هو مخالفة شرعية، تحتاج منك إلى توبة نصوح، لأن التواصل بين الشاب والفتاة ينبغي أن يبدأ بالمجيء إلى باب أهلها، ومقابلة أهلها، وعمل خطبة رسمية، بعدها فقط يُصبح للفتاة أن تُكلم هذا الشاب المخطوبة له، وعندما تُكلِّمه أيضًا ينبغي أن يكون الكلام مضبوطًا، فالخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسُّع معها في الكلام.

هذا الشاب الثاني الذي دخل في حياتك لا مكان له، وما حصل من نفور من الشاب الأول له علاقة بدخول هذا الثاني إلى حياتك، فلا تستبدلي ما هو حلال وصحيح بما هو دونه من الأمر الذي فيه مخالفات.

لذلك ندعوك أولاً إلى التوقف عن الكلام مع الشاب الثاني، ثم التوبة النصوح لله تبارك وتعالى، ثم عليك بالتوجُّه إلى الله تبارك وتعالى أن يُخرج هذا الميل الأخير من قلبك، وندعوك إلى أن تُقبلي على الشاب الأول الذي جاء إلى دارك من الباب وخطبك خطبة رسميّة، واعلمي أن التوقف من العلاقة الثانية – وهو في بلدٍ بعيدٍ – من أهمِّ ما يُعينك على إعادة التوازن العاطفي لحياتك.

لذلك هذا ما ننصح به، ولا نريد لك أن تبدئي حياتك بمخالفات شرعية، فما حصل من كلام مع الرجل الثاني ليس في مكانه الصحيح، لأنه ليس لهذا التواصل والكلام بينكم غطاء شرعي يُبرِّره، فنسأل الله أن يتوب علينا وعليك، فعودي إلى صوابك، وعودي إلى الشاب الأول، واستقبلي كلّ ذلك أو ابدئي هذه الحياة الجديدة بتوبة لله نصوح، وتخلصي من كلِّ ما يصلُك بالشاب الثاني، حتى لو اضُّطررت إلى أن تُغيري الهاتف ووسائل التواصل وتُغيري المكان الذي يمكن أن يُذكرك به، كلُّ ما يُذكّرُك به تتخلصي منه، ثم تُقبلي على حياتك الجديدة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

تذكري أن الأول دخل حياتك عن حب وتراضٍ، وبدأتم في تأسيس الحياة، ثم حصل الجفاء، والحقيقة مدة الخطبة كانت طويلة، ولكن المهم هو الذي جاء إلى البيت من الباب، وهو صاحب العلاقة التي لها غطاء شرعي، فلا تستبدليه بغيره.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً