الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق من الماضي والمستقبل، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من القلق من بعض الأمور التي حدثت في الماضي، مثلا ندمت على عمل قمت به ولم يعلم به أحد، الآن أقول في نفسي: ماذا لو رآني أحد؟ كما أعاني من الخوف من فعل أشياء سيئة، مثل جرائم القتل التي أشاهدها في الأخبار، أقول في نفسي: هل ممكن أن أفعل ذلك؟ وأحيانا أقول في نفسي: قد أكون فعلت ذلك ولكن نسيت!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: من نعم الله علينا نعمة النسيان، تخيل لو أن الإنسان يتذكر جميع أحداث الماضي والحاضر، لكان الأمر في غاية الصعوبة من الناحية النفسية، وإن الندم على ما فات ربما يفيدك في حاضرك بأن تتجنب الزلات التي حدثت.

وللتخلص من القلق والخوف اللذان تعاني منهما، ننصحك بما يلي:
- علم نفسك على النسيان، وذلك يكون بعدم اجترار أحداث الماضي، والانشغال بأحداث الحاضر، والإعداد للمستقبل، فما جرى، جرى وانتهى، ولن يعاد، لذا علينا استلهام الدروس من عثرات وزلات الماضي لنكون الأفضل في حاضرنا وماضينا.
- احصر المواقف التي يرتفع فيها مستوى القلق لديك وقم بترتيبها من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً.
- ابدأ الآن باختيار مشكلة واحدة وابدأ بتطبيق استراتيجية لإزالة الخوف والقلق وصولاً إلى المواجهة، من خلال:
(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.
(ب‌) تخيل المشكلة التي ستواجهك، وسَتُحدث فيك القلق والخوف.
(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.
(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.
(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ث) فأنت ستشعر ببعض القلق.
(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.
(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.
(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.
(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.
بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى القلق.

- عندما تخاف من موقف ما حاول أن تسترخي أو تكون هادئاً، فبذلك تكون استخدمت استجابة تتناقض مع الخوف، والاسترخاء يخفف من التوتر بالتدريج، وفكر كيف أنت عليك أن تتصرف لا أن تفكر في ردة فعل الطرف الآخر.

- قَدِر الموقف المخيف، فلا تمنح الموقف خوفاً أكثر مما يستدعي، فإذا قمت بعملية تقييم الموقف فإن ذلك سوف يساعدك على التصرف السليم بقدر ما يستدعي الموقف.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً