الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب في المواقف التافهة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر القائمين على هذا الموقع الجميل والمفيد والعالمي، فلهم كل الشكر.

بخصوص استفساري هو: أنني أتوتر بشدة في المواقف التافهة، مثلا عند زيارة لأقاربي وعند تقديم القهوة ترتعش يدي عند شربه، وحتى عند رفعه، وأتجنب الحديث مع أحد خوفا من التلعثم، بينما أجد نفسي هادئا عند الشجار، أو الحالات الحرجة كإسعاف مصاب في حادث.

أتناول زيروكسات 20 ملج، وقد تحسنت خلال أول شهر، لكن عاد التوتر، فهل أرفع الجرعة، أم أنتظر وقتا أطول؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي يظهر لي أنك تعاني من نوع من قلق الأداء الذي يحدث لك في مواقف مُعيَّنة وعند المواجهات، وهذا يؤدي – كما تفضلتَ – إلى الرعشة في اليدين ويأتيك الخوف من التلعثم عند الكلام.

أنت ذكرت ظاهرة غريبة أنك عند المشاجرات أو عند إسعاف مُصاب في حادث لا تحس بهذه التغيرات الفسيولوجية، أولاً -يا أخي- مبدأ التشاجر هو مبدأ مرفوض -أخي الكريم-، لا تُدخل نفسك في أي نوع من هذه المواقف.

وهذه الظاهرة ظاهرة فسيولوجية، فبعض الناس بالفعل عند المواقف التي تتطلب يقظة شديدة واستعدادا من جانب الجسد - حتى وإن كان لديهم قلق أو مخاوف – يحدث نشاط شديد في الجهاز العصبي اللاإرادي – أو ما يُعرف بالجهاز السمبثاوي – وهذا يُهيء الجسد ويعطيه القوة والقدرة على الاندفاع.

أعتقد أن هذا الذي يحدث لك، وهذه الظاهرة ليست سلبية، لأنك عند المواجهات الشديدة تتفاعل مع الأوضاع كما هو مطلوب، وهذا دليل على أن تركيبتك الكيميائية صحيحة.

وأنا أعتقد أن الرعشة التي تأتيك في المواقف البسيطة – أو التي أسميتها المواقف التافهة – تأتيك لأنك تكون أكثر تحوّطًا، تريد أن يكون أداؤك أداءً جيدًا، وليس هنالك اندفاع شديد كما في حالات الشِّجار مثلاً أو إسعاف مُصاب، إذًا تركيزك على الموقف في حدِّ ذاته وتهيُّبك منه هو الذي يُؤدي إلى الظاهرة التي تحدثت عنها.

فيا أخي: حقِّر هذه الفكرة، وأكثر من المواجهات الإيجابية، وليس المواجهات السلبية.

المواجهات الإيجابية من أهمها: الصلاة مع الجماعة في المسجد، ويا حبذا لو في الصفِّ الأول، أيضًا الذهاب للمناسبات الجماعية، كالأعراس، المشي في الجنائز، هذه كلها تؤدي إلى تطوير وتأهيل كبير جدًّا في شخصية الإنسان وفي نفسه من الناحية الاجتماعية.

ممارسة أي رياضة جماعية مع بعض الأصدقاء، هذه أيضًا فيها فائدة كبيرة جدًّا.

أنا أيضًا أنصحك – أخي الكريم – أن تبحث عن عمل، العمل مهمٌّ جدًّا، لأن العمل يصقل الإنسان نفسيًّا ومعنويًّا، ويزيد من القدرة على التفاعل الاجتماعي السليم.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا مانع أن تجعل جرعة الزيروكسات حبة ونصفا، أعتقد أن هذه تكفي – أي ثلاثين مليجرامًا – تناولها لمدة ثلاثة أشهر كجرعة تدعيمية، ثم بعد ذلك ارجع لجرعتك العادية، وهي عشرين مليجرامًا.

وأريدك أيضًا أن تضيف عقارا بسيط جدًّا يُعرف باسم (إندرال)، الإندرال هو أحد (كوابح البيتا)، وهي مجموعة معروفة من الأدوية، يُساعد جدًّا في إزالة الارتعاش والتلعثم، لأنه يتحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي، الجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجرامات صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرامات صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وأسألُ الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً