الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ولادتي أصبحت قلقة ولا أنام، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة، عمري ٣٠ سنة، أنجبت طفلي الأول بعد انتظار ٥ سنوات، ولكن بعد الولادة بدأت أشعر بالقلق والأرق الشديد، تمر الليالي لا أنام، وأصبحت متعبة، ذهبت للطبيب، ووصف لي تربتزول، مع لورازيبام نصف حبة، والآن أنا خائفة أن تسبب لي التعود، وأفكر أن أتركها وأخاف ألا أنام.

وأيضا بالنسبة للرضاعة هل أستطيع بعد ٨ ساعات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: حوالي 30 إلى 40% من النساء بعد الولادة الأولى ربما يحدث لهنَّ شيء من القلق والأرق وحتى الاكتئاب في بعض الأحيان، هذه الحالات تكون متفاوتة، فقد تكون شديدة، وقد تكون متوسطة الشدة، وقد تكون بسيطة، وأحسبُ أن حالتك حالة بسيطة.

أريدك أن تكوني متفائلة، أن تفرحي بطفلك، وأن تنظمي وقتك، هذا مهمٌّ جدًّا، لا تنامي أبدًا في أثناء النهار، واحرصي على النوم الليلي المبكّر، تجنبي شرب الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً، وطبقي بعض التمارين الرياضية كرياضة المشي مثلاً، حتى ولو كان ذلك حول البيت أو داخل البيت.

طبعًا الحرص على الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار، هذه كلها فيها خير كثير وكثير جدًّا لك، وتفيدك كثيرًا.

بالنسبة للأدوية: عقار (لورازيبام Lorazepam) بالفعل هو من المنوّمات الممتازة، والتعود لا يحدث إلَّا إذا تمادى الإنسان في تناوله. أنت ذكرت أن الطبيب قد كتب لك نصف حبة، لكن لم توضحي قوة الحبة، هل هي واحد مليجرام؟ هل هي اثنان مليجرام؟ عمومًا يظهر لي أن الجرعة جرعة صغيرة، ويمكنك أن تتناوليها لمدة ثلاثة أسابيع، بعد ذلك اجعليها نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناوله.

أمَّا بالسنبة للـ (تربتيزول Tryptizole) فهو دواء جيد، ودواء سليم جدًّا، يُحسِّنُ النوم، ويزيل القلق، ويمنع حدوث الاكتئاب إن شاء الله تعالى. جرعة خمسة وعشرين مليجرامًا قد تكون مناسبة جدًّا في هذه الحالات البسيطة، على الأقل استمري على التربتيزول لمدة ثلاثة أشهر، أو حسب التعليمات التي يوضحها لك الطبيب.

بالنسبة للرضاعة: طبعًا هذه الأدوية تُفرز في حليب الأم لكن بنسبة ضعيفة جدًّا، ولا أعتقد أنها سوف يكون لها أثر سلبي على الطفل، ربما تحدث زيادة بسيطة في النوم في الأيام الأولى، لكن ليس هنالك ضررًا أساسيًا على الطفل إن شاء الله تعالى.

وكنوع من التحوط: يمكنك أن تقومي بإخراج الحليب الذي يتكون، ثم تتناولين الدواء بعده، وبعد ذلك يمكن أن تُرضعي الطفل أربع إلى خمس ساعات، ثم لا تعطي الطفل الحليب الذي يتكون بعد ذلك، وهكذا، فإذًا هناك النظام المتقطع لإرضاع الطفل، هذا لا بأس به، وإن كنت أرى حتى ولو تناول الطفل حليبك بصورة كاملة إن شاء الله تعالى لن يكون هنالك أثر سلبي؛ لأن الجرعة صغيرة جدًّا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً