الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفاهمت مع زوجي بالانفصال دون طلاق لمصلحة الأبناء، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

سؤال من امرأة متزوجة منذ 14 سنة، مليئة بالخلافات والتفاصيل والتراكمات التي أوصلتها إلى أنها كرهت زوجها، ولا أمل لأي إصلاح بينهما.

السؤال: هل إذا رضيت الزوجة أن تضحي بحياتها، وتعيش مع زوج لا يوجد بينها وبينه أي علاقة ولا مودة ولا رحمة، لا يوجد أكثر من غسيل الملابس، وطهو الطعام، لكن العلاقة بينهما سيئة من طرفيهما.

هي تقبل بالوضع من أجل مصلحة أولادها؛ حتى لا يتأثروا نفسيا لو حدث الطلاق وغاب الأب عنهم، وأيضا لأنه يصرف على الأولاد، لا يوجد لديها مكان تعيش فيه بأولادها بعد الطلاق، ولا يوجد دخل تصرف عليهم، ولا تقدر أن تبعد وتعيش بعيدا عنهم وتتركهم للأب، فالأم راضية بهذا الوضع حتى تكون بجانب أولادها، وتربيهم رغم الأذى النفسي الذي لا يعلمه إلا الله.

هل هي على صواب وليس عليها وزر، بمعنى لو ماتت هل لا تدخل الجنة لأن زوجها غير راض عنها؟ ولا توجد أي علاقة بينهما؟ أم لا بد أن تطلب الطلاق حتى لا تتحمل ذنب تقصيرها في حقه كزوج؟ بغض النظر عن أي ضرر يمكن أن يحصل لها ولأولادها بعد الطلاق.

بالنسبة للزوج هو يعلم مشاعرها ولا يبادلها أي مشاعر، ويبتعد عنها ولكن لا يطلقها ويقبل بالوضع؛ لأنه قال لها: لن أستفيد من طلاقك شيئا، فهو أيضا يتحمل الوضع من أجل الأولاد ولا فائدة من الطلاق.

هل استمرار الوضع بهذه الطريقة خطأ ويتحمل كل منهما الذنب لتقصيره تجاه الطرف الآخر، أو عدم إعطائه حقوقه، وهل يجب الطلاق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Moloveya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يُصلح ما بينك وبين زوجك، ويُديم الألفة بينكما، وما تسألين عنه -أيتها الأخت العزيزة- جائز بلا شك، والله سبحانه وتعالى أرشد المرأة إلى الإصلاح والسعي للإصلاح بينها وبين زوجها ولو بالتنازل عن بعض حقوقها حتى تبقى الأسرة قائمة، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.

وقد صالحتْ سودة أُمّ المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- زوجة النبي صلى الله عليه وسلم؛ صالحتْ النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن تبقى زوجةً له ولا يُطلِّقها، ووهبت ليلتها لعائشة، وكان غرضُها بذلك أن تبقى زوجةً له -صلى الله عليه وسلم- لتبقى معه أيضًا في الآخرة.

فإذا تراضيت أنت وزوجك على البقاء على الزوجية مع الأولاد ورضيَ الزوج، ورضيت أنت بعدم حصول المعاشرة بينكما -أقصد المعاشرة على الفراش- فهذا جائز، لكن مع هذا نصيحتُنا لك أن تُحاولي إصلاح العلاقة بينك وبين زوجك، فهذا خيرٌ لك في دُنياك وفي آخرتك، ولا ينبغي أبدًا أن تيأسي من تيسير الله تعالى وتدبيره للأمور، بل ينبغي لك أن تأخذي بالأسباب، والله تعالى لن يُضيّع سعيك.

فحاولي التلطُّف بزوجك والتودُّدِ إليه وحُسن التبعُّل له، وستكسبين قلبه، وغضِّ الطرف عن العيوب التي تجدينها منه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. تذكّري محاسنه ومواقفه الجميلة والأيام التي كان بينكما وُدٌّ فيها، فهذه تبعثك على التقرُّب منه وتُزيل ما بينكما من فجوة، مع دعاء الله تعالى بإصلاح الحال وتقدير الخير، فحصول الأُلْفة والمودة بينكما أمام الأبناء لا شك أن له أثرًا كبيرًا على أنفس الأبناء واطمئنانهم وشعورهم بالأمان والاستقرار، فهذه منافع كثيرة ناتجة عن حصول الوئام بين الأبوين.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً