الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بدأت سيبرالكس وأقلعت عنه، هل أعود إليه؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 39 عام، متزوجة منذ 10 سنوات وعندي طفلتين 8 و 4 سنوات، و نعيش في إحدى دول الخليج منذ 5 سنوات.

منذ سنتين وصف لي دكتور أمراض النساء دواء سيبرالكس 10 مجم حبة باليوم، لأعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، وكنت أمر بظروف الغربة والبعد عن أهلي وعملي، فدخلت في دور اكتئاب تقريبا.

كنت أشعر بالآم في رقبتي، عملت فحوصات وكانت النتيجة سليمة، استمريت على سيبرالكس لمدة عامينـ لكن منذ شهرين شعرت بآثاره الجانبية، مثل زيادة أوقات النوم، وفتح الشهية أعلى من المعدل الطبيعي، وبدأت أنظر للدنيا بمنظور آخر، وبدأت أحقر من الأسباب التي أدت لدخولي في دور اكتئاب، فقررت أن أتوقف عن سيبرالكس تدريجياً، وشجعني دكتور أمراض النساء وزوجي أيضاً على ذلك، واتبعت الخطة كالآتي، مع ممارسة الرياضة ثلاث مرات بالأسبوع:

خفضت الجرعة ل 5 مجم لمدة شهر حبة باليوم، بعد حوالي عشر أيام حبة 5 مجم يوما بعد يوم، بعدها بعشرة أيام حبة 5 مجم كل ثلاثة أيام، ثم توقفت عن أخذ الدواء تماماً منذ 11 يوما.

الأعراض الانسحابية كانت قوية جداً في أول أسبوع، كنت أشعر بكهرباء في رأسي شبه مستمرة على مدار اليوم، وأرق وكوابيس في بعض الأيام، ولا أتحمل أي إزعاج، وكنت أنفعل على أسرتي.

الأعراض لا تزال موجودة، لكنها ليست على مدار اليوم، حيث بدأت الفترات الزمنية ما بينهم تزيد.

هل تلك الأعراض طبيعية وستزول بالتدريج، هل أصمد؟ أم أن تلك الأعراض قد تؤدي لتدهور حالتي الجسمانية ورجوعي مرة أخرى لسيبرالكس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على هذه الاستشارة وعلى هذا التواصل، وعلى هذا الوصف الدقيق لما مررت به.

استعمال الأدوية النفسية لفترات طويلة يجب أن يكون دائمًا تحت إشراف الطبيب النفسي، فهو الذي يفهم في هذه الأدوية، كيفية عملها ومتى يُوقفها، هذا أولاً.

ثانيًا: الاضطرابات النفسية قبل الدورة الشهرية احتار كثير من الناس في تفسيرها، وبعضهم يَعْزِهَا إلى اختلالات في الهرمونات، وبعضهم يعزها إلى أشياء أخرى، ولذلك أيضًا ما كان أن يستمر علاج السبرالكس لاضطرابات الدورة الشهرية كل هذه الفترة.

الأمر الآخر: مشاكل الغربة والاغتراب أيضًا لا تُحل بالعلاج الدوائي، تُحل بالعلاج النفسي.

على أي حال: -الحمد لله- أنك توقفت عن السبرالكس، وتوقفت عنه بالتدرُّج بطريقة ذكية، وبالتدرج البطيء، وما حصل معك هي أعراض انسحابية، لأنك استعملت السبرالكس لفترة طويلة، والأعراض الانسحابية تحدث بعد التوقف، وكلَّما مرَّ الوقت تَقِلُّ حتى تتلاشى تمامًا، ولا تُعالج بالرجوع مرة أخرى للدواء، طالما أنك عملتِ هذا الانسحاب التدريجي.

إذًا هذه فعلاً أعراض انسحابية للسبرالكس، وكلما ابتعدت عن الدواء وزادت فترة التوقف عن الدواء كلَّما قلَّت هذه الأعراض الانسحابية.

وطبعًا التوقف عن السبرالكس لا يؤدي إلى أي تدهور في الجسم، بل بالعكس يؤدي إلى أنك تعودين -كما ذكرت- لوضعك الطبيعي، من زيادة الوزن، واختفاء الآلام التي تحسين بها.

وإذا أردتِّ أن تأخذي أي علاج فأنا أفضل أن يكون العلاج علاج نفسي لمساعدتك في موضوع هذه الانفعالات الأسرية، ولمساعدتك إذا كان لا زالت هناك ضغوط الغربة، وكيف تتعاملين معها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً