الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وأقوال شركية، فكيف الخلاص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في سن المراهقة، وكنت مقصرة في عبادة الله وتبت لله، والآن أؤدي عبادتي في الوقت -والحمد لله-وأصبت بالوسواس القهري منذ سبعة أشهر، مررت بجميع الوساوس تقريبا وتغلبت عليها، وأصبت الآن في وسواس التوحيد، وأجد في نفسي أشياء من الشرك كالقسم بشيء آخر من دون الله، وأقوال أخرى لا أقدر على قولها، أكون أتحدث في نفسي وأجد أقوالا عن دون قصد، وهذه الأقوال شركية، ولا أريد هذا الشيء وأرفضه، وأخاف من الشرك.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة-، ونسأل الله أن يتقبل توبتك وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

- الوسواس من أقل مكائد الشيطان على نفس المسلم، وأنت قد أدركت خطره وسعيت في الخلاص منه، ولكنه لم يذهب كليا، وبقي شيء منه، وما بقي ما زال فيه خطورة على نفسك لأن التشكيك والوسواس في أمور التوحيد يدل على أن الوسواس باق وخطير.

- ولعلك اطلعت على بعض طرق الخلاص من الوسواس، ويمكن أؤكد على أمور من طرق الخلاص:

كل ما يوجد في نفسك من تفكير أو تخيل وما تجدين من نفسك مما ذكرت حول الخوف من الشرك وأشياء لا تقدرين على قولها، وكما ذكرت "أكون أتحدث في نفسي وأجد أقوالا عن دون قصد وهذه الأقوال شركية ولا أريد هذا الشيء وأرفضه وأخاف من الشرك" كل هذه الأمور ومن مداخل الشيطان عليك، والله لا يؤاخذك به، وليس عليك فيها إثم ولا حرج ، وليست من الذنوب التي يجب التوبة منها، لأنها أمور خارجة عن إرادتك، فقد جاء في الحديث أن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا إليه، فسألوه: إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذاك صريح الإيمان»، رواه مسلم.

وورد أن رجلا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه -يُعرِّضُ بالشيء- لأن يكون حُمَمَة - فحمة- أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: (الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) رواه أبو دواد.

الوسواس حقيقته خبل في العقل، ونقص في الدين، وعلاجه بتركه والخلاص منه، ولتأخذي نفسك بالعزم والحزم، ولا تلتفتي إلى الوسواس وما يدعوك إليه، فلا تفكري فيما ذكرت من أقوال تخالف التوحيد لأنها مجرد وهم ولم يقع منك شيء منها.

ويلزم عليك كلما طرأ الوسواس أن تكثري من قول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن قول: "آمنت بالله ورسله أو ورسوله".

أكثري من ذكر الله وقراءة القرآن والاستغفار، فإنك إذا فعلت هذا فإنه لا سبيل للشيطان عليك لأنه يخنس ويفر عندما تذكرين الله.

أكثري من الدعاء فتسألين الله أن يصرف الله عنك شر الوسواس.

اجتهدي أن تلتحقي في حلقة تحفيظ القرآن الكريم، وحضور مجالس العلم؛ فالعلم الشرعي سبب لمعرفة الوسوسة وكيفية التعامل معها.

ومما أنبه عليه أن بعض أمراض الوسواس سببه البعد عن الله؛ وهذا علاجه بالتوبة إلى الله وإصلاح حالنا مع الله، وبما أنك مقبلة على الطاعة فبإذن الله يذهب عنك الوسواس تدريجيا، وبعضه سببه مرض العين أو الحسد، وهذا علاجه بقراءة الرقية الشرعية من سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات صباحا ومساء، وبعضه سببه مشاكل وضغوط نفسية، فيحتاج المريض الذهاب إلى طبيب مختص، وأن يتخلص من هذه الضغوط النفسية بالصبر والتحمل، والرضا بقضاء الله وقدره.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً