الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تم رفض خطبتي بدون سبب، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 26 سنة، طبيبة، على قدر من الجمال، خلوقة، والحمد لله من عائلة محترمة معروفة، خطبني شاب مهندس في نفس عمري، وعائلاتنا متكافئة ماديا واجتماعيا، درسنا معا في صغرنا، انتقلوا من المدينة منذ 10 سنوات، بحث عني منذ 3 سنوات في مواقع التواصل حتى وجدني، تحدثنا بكل احترام عما سارت إليه حياتنا، ثم عرض علي الزواج بعد أن نتخرج وتسمح لنا الظروف فوافقت.

اتفقنا على كل شيء، وكانت العوائل على علم بالقصة، في أول زيارة لهم لبيتنا كان الجميع فرحا، واتفق الرجال على معاودة الزيارة بعد شهرين لأجل عقد القرآن، بعد أسبوع من ذلك تغير كل شيء، اجتمعت أمه وأخواته ولفقوا لي افتراءات ليؤكدوا له أنني لا أصلح له زوجة، رغم أنهم لم يجتمعوا بي لأكثر من ساعة لم أتحدث فيها كثيرا، ضغطت عليه أمه أن يتصل بأبي لإلغاء الخطبة، وعندما يطلب سببا لذلك تخبره بأنها قد صلت استخارة لم تسترح بعدها وبأنها قد سمحت لأخيه أن يختار زوجته قبل هذا ولن تعاودها، وهي من سيختار زوجته، ثم خيرته بيني وبينها، وأكدت له أنها لن تتحدث إليه، ولن ترضى عنه طيلة حياتها إن تزوجني.

تناقش معها مرارا وتكرارا فأرجعت إصراره على الزواج مني إلى سحر قد أصابه مني، ثم أخبرته أنها هي ووالده مرضى ولا يتحملون النقاش في الموضوع أكثر، حدث بالفعل أن ألغي زواجنا، انقطع بيننا كل اتصال، وعشت بعدها ألما لم أعرف قبله مثيلا، ولجأت إلى الله ليعينني على خيبتي، انقطعت أخباره شهرين ثم عاود الاتصال وأخبرني أن أصبر عليه إلى أن يقنع والدته؛ لأنه لا يتصور زواجه من أخرى، فماذا نفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Daisch حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن الشاب المذكور يستحق أن تنتظري وتُعطيه فرصة، واعلمي أنه لا ذنب له في هذا الذي حدث من والديه، ونسأل الله أن يُعينه على النجاح في إقناعهم، وبعد ذلك تُكملوا هذه المسيرة.

وأرجو كذلك أن تتوقف الاتصالات حتى يحسم أمره وتعود الأمور إلى صوابها ونصابها، وأنت لن تخسري كثيرًا، ونسأل الله أن يُصبِّرك على هذا الذي حدث، ولا شك أن الذي حدث من والدة الشاب المذكورة - حسب ما ورد في الاستشارة – أمرٌ مرفوض ولا يُرضي الله تبارك وتعالى، لكننا أيضًا لا نريد للشاب أن يُعاند أهله ويذهب بك إلى أسرة غير راغبة في وجودك معها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك وله الخير ثم يُرضيكم به.

واعلمي أن الانطباع الأول الذي حصل والسرور الذي حصل بين الرجال والتلاقي للعوائل بعد هذه الفترة الطويلة والقبول الذي حصل في البداية هو الذي ينبغي أن نؤسس عليه، وما حدث من ابتلاء يحتاج منك ومنه إلى الصبر، وكما يُقال: (الكرة الآن في ملعب الشاب) وأنت لن تخسري كثيرًا بهذا الانتظار، وفي هذه الفترة إذا طرق بابك صاحب دينٍ وصاحب خُلقٍ ووجدتِّ إليه ميلاً فلا مانع من أن تُكملي مع الخاطب الجديد.

أمَّا إذا نجح هذا الشاب أيضًا في هذه الفترة في إقناع أهله وتغيّرت الصورة تمامًا فأرجو ألَّا يكون حرجًا في العودة إليه، لأنه لا ذنب له في الذي حدث من والديه، وأنت ستتزوجين من الشاب، ولكن لابد أن يصل إلى حلٍّ مع أسرته، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأرجو كذلك أن تقتربي من أهلك، وأن تستفيدي من وجهة نظرهم، واعلمي أن المؤمن مُبتلى، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك والشاب ممَّن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر.

عليك أن تُكثري من الدعاء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً